lundi 10 août 2009

النمسا: اجتماع تشاوري بين المغرب والبوليساريو


بدأت قبل ظهر اليوم في منتجع دورنشتاين القريب من العاصمة النمساوية فيينا، وسط إجراءات امنية مشدّدة، اعمال الاجتماع المغلق التشاوري وغير الرسمي بين ممثلين عن الحكومة المغربية وممثلين عن جبهة البوليساريو الصحراوية، وذلك بمبادرة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس أميركي.

وسيخصص الاجتماع الذي سيستغرق لمدة يومين، لاجراء مباحثات تمهيدية مكثفة حول تسوية المسائل العالقة، وإمكانية استئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البولساريو برعاية الأمم المتحدة من أجل إيجاد إطار خطة عمل تمهّد التوصل إلى قواسم مشتركة لتسوية النزاع الصحراوي المزمن.

ويترأس الوفد المغربي وزير الخارجية السيد الطيب الفاسي الفهري، والذي وصل إلى مطار فيينا مساء أمس دون أن يدلي بأي تصريح للصحافيين، في حين يترأس وفد جبهة البوليساريو رئيس برلمان ما يسمى بـ "الجمهورية الصحراوية" محفوظ علي بيبة. ولم يتأكد بعد عما إذا كانت الجزائر وموريتانيا ستشاركان هذا في الاجتماع حتى الآن، مع الأخذ في الاعتبار أن الجزائر هي الداعم الرئيسي للبوليساريو.

وفي هذا السياق، قال عضو الوفد الصحراوي للشؤون الأفريقية محمد بيساط أن البوليساريو ليس لديها أي اعتراض على الوفود المشاركة في اجتماع دورنشتاين أو أي موضوع مدرج في جدول الأعمال. وأعرب عن الاستعداد لمناقشة موضوع الحكم الذاتي المطروح من قبل المغرب بالإضافة إلى استعداد مماثل لمناقشة قضية استقلال الصحراء أو أي مسألة سيطرحها الوسيط الدولي الأمريكي كريستوفر روس. ولكنه شدد على تمسك الوفد بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وهو الحق الذي تضمنه الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، على حد تعبيره.

وكانت المغرب وجبهة البوليساريو عقدتا أربع جولات من المفاوضات في الولايات المتحدة برعاية أميركية خلال العامين الماضيين دون أحراز أي تقدم، حيث ظلت الفجوة عميقة بينهما.

ومن هذا المنطلق لا يتوقع المراقبون هنا أن يتوصل الوفدان المغربي والصحراوي إلى إحراز تقدم نوعي أو أي اختراق للمواقف المتشنجة خلال اجتماع النمسا، فالمغرب تتمسك بتسوية شاملة تقوم على أساس منح أقليم الصحراء الغربية الحكم الذاتي الموسع في إطار السيادة المغربية، وهو ما ترفضه جبهة البوليساريو التي تصرّ على اجراء استفتاء عام للشعب الصحراوي حول حق تقرير المصير برعاية الأمم المتحدة، قد يؤدي إلى الانفصال عن المغرب وقيام الدولة الصحراوية، وهو ما يرفضه المغرب جملةً وتفصيلاً. ويراهن المراقبون المغاربة على عدم تحقيق مطلب البوليساريو في الاستقلال بسبب التطورات الإقليمية الراهنة وقيام التكتلات السياسية والاقتصادية مثل الاتحاد الأوروبي.

كذلك لا يستبعد المحللون هنا ان يكون ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، حاملاً في جعبته مجموعة من الضغوط الدولية والأميركية على الجانبين المغربي والصحراوي، تركز على ضرورة عدم تفويت فرصة التوصل إلى حلٍ وسط، وحثهما على تقديم تنازلات مشتركة من أجل الخروج من المأزق الصحراوي. وفي هذا السياق، ذكر مصدر دبلوماسي مغربي في فيينا أن بلاده لا تتوقع أن يتوصل اجتماع النمسا إلى تضييق الفجوة القائمة بين

الجانبين، ولكنه اشار إلى أن الأمل الوحيد معقود حول احتمال نجاح الوسيط الدولي الجديد، روس، وهو دبلوماسي مخضرم، عينه الأمين العام للامم المتحدة مبعوثاً شخصياً له في قضية الصحراء في أوائل شهر كانون الثاني/يناير الماضي

 

blogger templates | Make Money Online