jeudi 31 juillet 2008

حركة عدم الانحياز قامت بتحيين حقيقي لموقفها حول قضية الصحراء

ازواد الحر _طهران
قال السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون،يوم الأربعاء بطهران، أن حركة عدم الانحياز قامت "بتحيين حقيقي (لموقفها حول قضية الصحراء)، من خلال وضع خطواتها، من الآن فصاعدا، في اتجاه التطور الذي سجله ملف الصحراء المغربية على الساحة الدولية وخاصة في الأمم المتحدة".
وأوضح السيد الفاسي الفهري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب اختتام أشغال الدورة الـ15 للمؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز، أن "الحركة قامت بذلك بتحديث مرجعيتها وإبراز إطار الحل السياسي المنتظر عبر مفاوضات أصبحت ممكنة بفضل المبادرة المغربية للحكم الذاتي في احترام تام للوحدة الترابية والوحدة الوطنية للمملكة".
وفي معرض تطرقه لمساهمة الوفد المغربي في أشغال مؤتمر حركة عدم الانحياز بطهران، ذكر السيد الفاسي الفهري بأن الوفد "شارك بشكل نشيط في هذا المؤتمر بهاجس رؤية الحركة تقوم بتحيين مرجعيتها وتكييف مقاربتها للتطور المهم الذي عرفته الساحة الدولية في السنوات الأخيرة مع تحدياته الجديدة وتهديداته الجديدة وواقعه الجديد وواجباته الجديدة بالنسبة للدولة ".
وأكد الوزير أن "حركة عدم الانحياز تحتفظ إذن بمبادئها وأهدافها الأساسية، ولكن ينبغي لها من أجل بلوغها، أن تعمل بطريقة مجددة، بعيدا عن ايديولوجيات وخطابات الأمس، وفي علاقة أكثر مع حاجيات اليوم ومتطلبات التنمية".
وأكد السيد الفاسي الفهري أن هذا هو "اتجاه العديد من المقترحات الجديدة التي تقدم بها الوفد المغربي، والتي أخذت جميعها بعين الاعتبار من قبل المؤتمر"، مشيرا إلى أن هذه المقترحات تتعلق على الخصوص بالأمن الغذائي، والتعاون جنوب-جنوب، والتجارة، وحقوق الإنسان، وقضية الهجرة ومحاربة مختلف أشكال التهريب.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن "هناك مواضيع تشكل أولوية حددها جلالة الملك محمد السادس بالنسبة للعمل الخارجي للمملكة".
وذكر بأن المؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز، الذي حضره أزيد من مائة وفد قدموا من افريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية وأوروبا، "يشكل فرصة سانحة لعقد اللقاءات الثنائية مع العديد من الوزراء ورؤساء الوفود وخاصة في القارة الافريقية وأيضا الآسيوية والأمريكية-اللاتينية".

أنقر علي عنوان المقالة لكي تقرأها...

النص الكامل لخطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش




وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الاربعاء خطابا ساميا الى الأمة بمناسبة الذكرى التاسعة لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين
وفيما يلي النص الكامل للخطاب الملكي:
الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبهشعبي العزيز، لقد حرصت، منذ توليت أمانة قيادتك، على أن أجعل من خطاب العرش محطة لترسيخ الخيارات الكبرى، واستشراف التوجهات المستقبلية، التي نسهر دائماً على بلورتها، بروح الثقة، وبعد النظر، والإ رادة القوية، في وفاء للبيعة ، بما تقوم عليه من التزامات متبادلة بين العرش والشعب.
وكما عهدتني، فقد ارتأيت أن أجعل من هذه المناسبة، فرصة لمشاطرتك الصادقة الا نشغال العميق بإيجاد أنجع السبل لتجسيد إرادتنا الراسخة في توفير العيش الكريم لكل أبناء وطننا العزيز.
وبنفس الحزم، أريد أن أجعل من خطابي لك اليوم، وقفة مسؤولة للإ جابة على التحديات والرهانات المطروحة على بلادنا، وذلك في سياق ظرفية دولية صعبة، مطبوعة بتقلبات الا قتصاد العالمي، غير المسبوقة، والمتمثلة في الا رتفاع المهول لأسعار الطاقة والمواد الغذائية الأ ساسية ، وتراجع النشاط الا قتصادي، في العديد من البلدان ولاسيما المتقدمة منها.
وهو ما كان له تداعيات على القدرة الشرائية للفئات المعوزة والمتوسطة وعلى اقتصادنا على غرار كافة بلدان المعمور.
وقد استطاع بلدنا، ولله الحمد، مواجهة هذه الإ كراهات، وذلك بفضل نجاعة الأوراش والإ صلاحات التنموية التي نقودها، والتي بدأت تعطي ثمارها، وهو ما مكن نسيجنا الا قتصادي والا جتماعي، من التصدي لصعوبات المحيط الجهوي والدولي.
وقد تجلى ذلك، في مواصلة المغرب لتقدمه بخطى ثابتة لتوطيد البناء الديمقراطي وإنجاز التنمية الا قتصادية والا جتماعية، من خلال الحفاظ على توازناته الما كرو- اقتصادية والمالية وخلق أقطاب جهوية للتنمية، وتقوية قدراته على خلق فرص الشغل وتحسن المؤشرات الا جتماعية.
ومهما كان تحسن هذه المؤشرات، فإنه لا ينبغي أن يحجب عنا أن الطريق ما يزال شاقاً وطويلا لتحقيق طموحنا الكبير في الرفع من معدلا ت التشغيل باعتباره يشكل الحماية الا جتماعية الحقيقية لمواطنينا ولشبابنا على الخصوص.
ولن يتأتى ذلك، إلا بالرفع من وتيرة النمو والتوزيع العادل لثماره وتحرير المبادرات الخلا قة المدرة للثروات ولفرص العمل.
كما يتعين توطيد المكانة المركزية لمؤسسة الأ سرة وتعزيز دينامية المجتمع المدني وفعالياته المسؤولة للنهوض بالتكافل الاجتماعي والمواطنة التضامنية، في تشبث دائم بقيمنا العريقة الدينية والثقافية القائمة على الاعتدال والوسطية.
لذا، نؤكد إرادتنا الراسخة، في ضرورة أن يكون الهدف الإستراتيجي لكافة السياسات العمومية، هو توسيع الطبقة الوسطى ، لتشكل القاعدة العريضة وعماد الاستقرار والقوة المحركة للإ نتاج والإ بداع.
وإن عزمنا لوطيد على جعل الفئات الوسطى، مرتكز المجتمع المتوازن، الذي نعمل على بلوغه، مجتمع منفتح لا انغلاق فيه ولا إقصاء، مجتمع تتضامن فئاته الميسورة، باستثماراتها المنتجة ومبادراتها المواطنة وما تدره من شغل نافع، مع غيرها، في المجهود الوطني الجماعي للنهوض بأوضاع الفئات المعوزة وتمكينها من أسباب المواطنة الكريمة.
شعبي العزيز، مهما كانت أهمية الإ صلاحات والأ وراش الكبرى، فلن تعطي ثمارها كاملة إلا بتسريع وتيرة النمو لتواكب الحاجيات المتزايدة ، وهو ما يقتضي الحسم في الخيارات المطروحة.
فهل نكتفي بحلول ظرفية محدودة الأ ثر ؟ أم نواصل خياراتنا الا ستراتيجية التي يتعين مضاعفة الجهود لإ نضاج وجني ثمارها ؟ كلا. فتحديات مغرب اليوم، لا يمكن رفعها بوصفات جاهزة أو بإجراءات ترقيعية أو مسكنة أو بالترويج لمقولات ديماغوجية ترهن الحاضر بالهروب إلى مستقبل نظري موهوم.
إن أساس نجاح أي إصلاح، يكمن في ترسيخ الثقة والمصداقية والتحلي بالأمل والعمل والا جتهاد، وعدم الا نسياق لنزوعات التيئيس والتشكيك والعدمية، خاصة في الظروف الصعبة . ومهما كانت محدودية النتائج الآ نية، فإن المبادرة والمثابرة والنفس الطويل، يجب أن تكون عماد تدبير الشأن العام.
لذا، نهجنا، بكل وثوق، خيار التنمية الهيكلية والبشرية، في حرص على توازن مسارها الشاق والطويل، بحيث لا تتم التضحية بمستقبل البلاد وأجيالها الصاعدة لفائدة اعتبارات آنية أو ظرفية. ولا مجال لعدم تلبية حاجيات ملحة، باسم نظرة قد تكون بعيدة المدى، ولكنها تتجاهل الواقع المعيش.
ومن ثمة، كان عملنا الدؤوب، على تحقيق تنمية مستدامة. تسير على سكتين متكاملتين.
فمن جهة، نحرص على إنجاز الأ وراش التنموية الكبرى، وبموازاة ذلك، وعلما منا بأنها لا تعطي ثمارها في الأ مد المنظور، نعمل بمواكبتها، بتحسين المعيش اليومي الملح للمواطن بالبرامج المحلية لمحاربة الفقر والهشاشة.
وهو ما نعمل على بلوغه بجعل تحرير المبادرات وتعبئة الطاقات، قوام المشاريع المندمجة والملموسة، لمبادرتنا الوطنية للتنمية البشرية، مؤكدين تعهدها بالوقوف الميداني والتقويم المستمر، لتوطيد المكاسب والتصدي لمكامن الخلل، غايتنا المثلى وضع الإنسان في صلب عملية التنمية، في مغرب نريد أن تكون موارده البشرية ثروته الأساسية شعبي العزيز، إن النهج القويم للإصلاح يرتكز على ترسيخ ثقة المواطن في سيادة القانون والأمن القضائي.ومن هنا، نحرص على مواصلة تحديث جهاز القضاء وصيانة استقلاله وتخليقه، ليس فقط لإحقاق الحقوق ورفع المظالم ، وإنما أيضاً لتوفير مناخ الثقة والأمن القضائي، كمحفزين على التنمية والاستثمار.
لذا نجدد التأكيد، على جعل الإصلاح الشامل للقضاء في صدارة أوراشنا الإصلاحية.ولهذه الغاية، ندعو حكومتنا للا نكباب على بلورة مخطط مضبوط للإصلاح العميق للقضاء، ينبثق من حوار بناء وانفتاح واسع على جميع الفعاليات المؤهلة المعنية، مؤكدين، بصفتنا ضامنا لاستقلال القضاء، حرصنا على التفعيل الأمثل لهذا المخطط، من أجل بلوغ ما نتوخاه للقضاء من تحديث ونجاعة، في إطار من النزاهة والتجرد والمسؤولية.
إن ثقتنا في الهيآت والمؤسسات السياسية، يجب أن تدعمها ثقتنا في الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين.لذا، فإننا عازمون على إقامة المؤسسة الدستورية، للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، حرصا منا على ضمان مشاركتهم، ضمن إطار مؤسسي، في اقتراح السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وفي إيجاد هيأة دائمة للحوار الاجتماعي المسؤول.
ولدعم قرب السلطات العمومية من الحاجيات الحقيقية للمواطن، وتحسين جودة الخدمات التي تقدمها له الإدارة والمجالس المنتخبة، ندعو الحكومة لاعتماد نهج للحكامة الترابية المحلية، يقوم على النهوض باللامركزية والجهوية الموسعة، بالإسراع باللاتمركز.
ومهما كان عمق الإصلاح المؤسسي، فإن نجاحه رهين بتعزيزه بإصلاحات هيكلية أو مكملة، نرفع بها من قوتنا الاقتصادية والاجتماعية، بالنهوض بالقطاعات الأساسية للتعليم والفلاحة والطاقة والماء والنمو الصناعي.
وإذا كنا قد وضعنا التعليم في صدارة هذه القطاعات، فلأننا نعتبره المحك الحقيقي لأي إصلاح عميق.ولكي يأخذ إصلاح منظومتنا التربوية سرعته القصوى، ووجهته الصحيحة، ندعو الحكومة لحسن تفعيل المخطط الاستعجالي.
وسنحرص على ألا يخلف المغرب موعده مع هذا الإصلاح المصيري. لذلك على الجميع أن ينخرط فيه بقوة. فظروف النجاح متوفرة، من إرادة حازمة لجلالتنا وتعبئة جماعية لكل المؤسسات والسلطات والفاعلين والتنظيمات، هدفنا الجماعي، إعادة الاعتبار وترسيخ الثقة في المدرسة العمومية المغربية، كمؤسسة للتنشئة الجماعية على قيم المواطنة الملتزمة وتكريس تكافؤ الفرص.وفي سياق هذه الإصلاحات العميقة، نؤكد الأهمية المركزية لإصلاح وتحديث الفلاحة، فهي بالنسبة لنا، لا تشكل قطاعا اقتصاديا واعدا فحسب، وإنما هي أيضا، أحد المقومات الأساسية لهويتنا الحضارية المتميزة بارتباط المغربي بالأرض.
ومن هذا المنظور، بادرت الحكومة لبلورة توجيهاتنا لإصلاحها، من خلال استراتيجية تهدف إلى تحديثها وعقلنة تدبيرها لكسب رهان الإنتاجية والتنافسية والأمن الغذائي.
وإننا ننتظر من الحكومة تفعيل ما نريده من إطلا ق مسيرة فلاحية واعدة، بنهج مقاربة تشاورية، إدماجية وتشاركية، وبتمكينها من كافة الوسائل اللازمة للنجاح.
ولأن الفلا حة مرتبطة بالماء، فنحن مدعوون جميعاً، أكثر من أي وقت مضى، لاستشعار ما يواجه بلادنا في المستقبل من صعوبات حقيقية في مجال تدبير ثروته المائية قد تعيق بثقلها كل مشاريع التنمية البشرية والا قتصادية.
إن المغرب يواجه تحدي تدبير تزايد الطلب على الماء وتعاقب فترات الجفاف وتقلص مخزون المياه الجوفية والتبذير اللامسؤول لهذه الثروة الحيوية، لذا، فإن اعتماد استراتيجية مضبوطة لرفع هذا التحدي، بات أمراً حتمياً.
ومن ثم، فإننا سنواصل تعبئة وتخزين المياه وتوسيع دائرة الاستفادة من الماء الشروب، لا سيما داخل العالم القروي. كما ندعو إلى انبثاق وعي وطني حضاري، في اقتصاد استعمال الماء. باعتباره موردا طبيعيا ثمينا.
وكذلك الشأن بالنسبة لما يواجه المغرب من تحديات في قطاع الطاقة، إذ يتعين علينا أن نتكيف، من الآن فصاعدا، مع تحولاته العالمية العميقة، المتوجهة نحو الاستفحال.
لذلك ينبغي انتهاج سياسة تجمع بين التدبير العقلاني للمنتوجات الطاقية وبين اعتماد استراتيجية ناجعة للاقتصاد في الاستهلا ك، دون المس بالإ نتاجية، وانتهاج حماية وتنويع المصادر الطاقية.
ولا خيار للمغرب أمام ضرورة الرفع من قدرته على الإ نتاج المحلي للطاقة، وفتح المجال أمام الاستثمارات الواعدة بتوفيرها، وتكريس الجهود لجعل الطاقات البديلة والمتجددة عمادا للسياسة الوطنية في هذا القطاع.
ونغتنم هذه المناسبة، للإشادة بكل حرارة، بالدعم الأخوي والتضامن الفعال لأخوينا الأعزين الأ كرمين، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية، وصاحب السمو، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإ مارات العربية المتحدة.
وقد رصدنا هبة هذين البلدين الشقيقين ومساهمة صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، للصندوق الخاص الذي أحدثناه لتنمية الطاقات لدعم البرامج الملتزمة بالنجاعة في اقتصاد الطاقة، وكذا تشجيع المستثمرين على استعمال الطاقات البديلة والمتجددة.
وبموازاة ذلك، ندعو الحكومة إلى اعتماد استراتيجية جديدة في المجال الصناعي والخدماتي وتنمية تكنولوجيات العصر، تقوم على الاستغلال الأمثل لما تتيحه العولمة من فرص تدفق الاستثمار، وتهدف إلى تقوية المقاولة المغربية وتشجيع الاستثمار الصناعي الحامل للقيمة المضافة، وفتح المجال أمام الاقتصاد الوطني، لاقتحام أنشطة صناعية جديدة ذات تقنيات مبتكرة، وأسواق واعدة، لتصدير منتوجاتها وخدماتها.
فعزمنا يوازي طموحنا، لإدماج المغرب بمقاولاته وجامعاته، في الاقتصاد العالمي للمعرفة.
شعبي العزيز، تظل أسبقية الأسبقيات، هي تحصين الوحدة الترابية للمملكة.
وقد أسفرت الجهود الدؤوبة لدبلوماسيتنا المقدامة، عن تطور إيجابي جوهري، تجسد في تأكيد الإقرار الأممي بجدية ومصداقية مبادرتنا الشجاعة للحكم الذاتي، والدعم الدولي المتنامي لأحقية المملكة في سيادتها على صحرائها، وبعدم واقعية وهم الانفصال.
وعلى هذا الأساس، والتزاما بقرار مجلس الأمن1813 ، فإننا نجدد استعداد المغرب للتفاوض الجوهري، بحسن نية وعلى كافة المستويات، لإيجاد حل سياسي، توافقي ونهائي، لهذا النزاع الذي طال أمده.وفي هذا الصدد، نؤكد الإ رادة الراسخة للمغرب في مواصلة نهج اليد الممدودة، بهدف إصلا ح ذات البين وترسيخ الثقة، بالحوار والمصالحة الشاملة، مع الأ طراف المعنية.
ولهذه الغاية، فإننا سنواصل اتخاذ المبادرات الصادقة، والتجاوب مع كل الإرادات الحسنة، من أجل تطبيع العلا قات المغربية- الجزائرية، وإقامة شراكة بناءة مع هذا البلد الجار الشقيق، منطلقنا الوفاء لروابط حسن الجوار بين شعبينا الشقيقين.
هدفنا الأسمى، التجاوب مع طموحات الأجيال الصاعدة. لتسخير طاقات الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لرفع التحديات الحقيقية للتنمية والتكامل، بدل هدرها في متاهات نزاع موروث عن عهد متجاوز يعود إلى القرن الماضي.ومهما كان اختلا ف وجهات النظر في هذا النزاع، فإنه لا يبرر استمرار إغلاق الحدود، كإجراء أحادي يعيشه الشعبان الجاران الشقيقان، كعقاب جماعي يتنافى مع أواصر أخوتهما التاريخية ومستقبلهما المشترك ومع مستلزمات الا ندماج المغاربي.
وبنفس الحزم، نؤكد رفض المغرب لأي محاولة لفرض الأ مر الواقع أو المس بحوزة التراب الوطني.وفي هذا السياق، نشيد بالتجند الدائم لقواتنا المسلحة الملكية والدرك الملكي والأ من الوطني والإ دارة الترابية والقوات المساعدة والوقاية المدنية، بقيادتنا، في التحام مع الشعب المغربي، لصيانة الأ من والاستقرار والنظام العام والدفاع عن حوزة الوطن.
وسنواصل المجهود التنموي الجبار، لفائدة مواطنينا المرابطين بالصحراء المغربية والعمل على توفير ظروف العودة الحرة لإ خواننا الصحراويين المغتربين حيثما كانوا ورفع المعاناة عنهم وضمان الحياة الآ منة الكريمة لهم، في أحضان الوطن الموحد، وفي نطاق اتحاد مغاربي مندمج بين دوله الخمس، وفي ذلك استجابة لمنطق العصر، بتكتل بلداننا في تجمع يشكل قطبا قويا للأمن والا ستقرار والتقدم والا زدهار، وشريكا فاعلا لتجمعات أوسع.
وهو ما سنواصل العمل من أجله، في فضاءاتنا الجهوية والدولية، تضامنا عربيا-إسلاميا ناجعا، ووضعا متقدما مع أوروبا، واتحادا واعدا من أجل المتوسط ، واندماجا إفريقيا إيجابيا. ومع جوارنا من بلدان الساحل، وشراكة بناءة مع دول الشمال، وتعاونا مثمرا بين أقطار الجنوب. وفي هذا السياق، نجدد التزامنا الجهوي والعالمي بمواجهة عصابات الإ رهاب ونزوعات التطرف المقيت، وكذا إسهامنا الصادق في الجهود الأ ممية لفض النزاعات، وإخماد بؤر التوتر بالطرق السلمية، مؤكدين، بصفتنا رئيسا للجنة القدس، دعمنا لوحدة الشعب الفلسطيني الشقيق ولكفاحه السلمي من أجل إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
وسنظل مدافعين عن سيادة الدول ووحدتها الوطنية والترابية، في سوريا ولبنان والعراق والسودان والصومال وحيثما كانت مهددة أو مغتصبة.
شعبي العزيز، مهما تكن شمولية وأهمية أي إصلاح تنموي عميق، فإنه سيظل محدود الأ ثر إذا لم يعزز بمواصلة التأهيل السياسي الشامل والمشاركة المواطنة في إنجازه الجماعي.
وهو ما يجعلنا أكثر وثوقا، في تعميق الديمقراطية، بانتظام الاستحقاقات الانتخابية وتكريس شفافيتها ونزاهتها من قبل كل الفاعلين، وتشكيل الحكومة على أساس نتائج الا قتراع.
بيد أن النجاح في الا ستحقاقات، يلقي على عاتق الفاعلين مسؤولية استخلا ص الدروس من بعض الفجوات. لذا، نؤكد على ضرورة المساهمة الفعالة للهيآت السياسية الجادة في حمل مشعل الإ صلاح والتحديث وانبثاق مشهد سياسي معقلن، بأحزاب قوية، متكتلة في أقطاب متجانسة، تنهض بدورها الدستوري في التأطير الناجع، والتمثيل الملتزم والتنافس الانتخابي الحر، على حسن تدبير الشأن العام.
وسأظل، شعبي العزيز، كما عهدتني، ملكا لجميع المغاربة، على اختلاف مكوناتهم، ورمزا لوحدة الأ مة، ومؤتمنا على سيادة المملكة وحوزتها الترابية، وضامنا لحقوق الأ فراد والجماعات.
فملكيتنا المواطنة، تاج فوق رؤوس كل المغاربة، في التزام دستوري عميق ووفاء متبادل، لعقد البيعة الوثيق وللأرواح الطاهرة لبناة صرح الدولة المغربية العريقة، وفي طليعتهم جدنا ووالدنا المنعمان، جلالة الملكين محمد الخامس والحسن الثاني، خلد الله في الصالحات ذكراهما."ربنا آتنا من لدنك رحمة، وهيئ لنا من أمرنا رشدا". صدق الله العظيم.
والسلا م عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".

أنقر علي عنوان المقالة لكي تقرأها...

قضيتي الطوارق والصحراء الغربية وفن الحديث بالمحظور السياسي

تشكل قضية أزواد " قضية الطوارق " المحظور السياسي الأول في الجزائر بل تكاد أكثر حظرا من قضية الجبهة الإسلامية للإنقاذ والحديث فيها شبه محرم فلا يستطيع صحفي جزائري وصف قضية الطوارق بأنها عادلة بل كل تطرق لها يعد مساس بالأمن القومي الجزائري .
ومنذ تأسيس المؤتمر الوطني لتحرير أزواد الذي أسس خصيصا ليكون الجناح السياسي والإعلامي للقضية الأزوادية " الطوارق " المحظور السياسي في الجزائر أصطدم هذا المؤتمر برفض جزائري قوي لأسباب منها
1- أن الجزائر لا ترغب في ظهور تنظيم سياسي يبرز قضية الطوارق التي تريد الجزائر دفنها
2- جعل المؤتمر الوطني لتحرير أزواد من البعد الأمازيغي لقضية الطوارق العمود الفقري لاستراتيجيته إقليميا وهو ما منحها دعما شعبيا في طول المغرب الأمازيغي وعرضه
3- قام المؤتمر بتدويل قضية الطوارق وخلق لها حلفاء في القارات الخمس بعدما كانت الجزائر تريد لهذا الشعب أن يكون مجهول حتى من طرف الشعب الجزائري الأقرب جغرافيا له ناهيك عن أن يصبح يصدر بيانات مع الأكراد وخاصة مركز حلبجة لمناهضة إبادة الشعب الكردي وأنفلة ودفع قضية أزواد على بساط الناخب الأمركي بدعم من اللوبي الإسرائيلي وكل ذلك في منذ 14/06/2006 أقل من عام حتى صارت مالي في أمريكا دولة معادية للسامية
4- صارت قضية الطوارق أشهر من نار على علم ونفض الغبار عن دفن الأنظمة العربية لها وصارت تطرح في المنتديات السياسية
في المقابل منذ 30 سنة تدعم الجزائر قضية البولساريو القضية الصحراوية وهي التي يعتبرها المغرب المحرم السياسي الأول بل ويمنع على مغربي الإقتراب من شخص متعاطف مع مطالب البولساريو الانفصالية.
وداخل الساحة الأزوادية تأسس المؤتمر الوطني لتحرير أزواد في نفس الفترة الزمنية تأسست فيه منسقية عرب مالي التي كانت تتبنى خطا موالي للحكومة المالية ضد الطوارق وكانت تحاول جر العرب الأزواديين لمواجهة مع الطوارق مرة بالتحالف مع مالي وأخرى بالتحالف مع الجماعة السلفية.
وقد التزم المغرب في التسعينات الصمت حيال قضية الطوارق بسبب دعم البولساريو للجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد لأنه يرى أن عرب أزواد يؤيدون البولساريو مثلما أن قبائل الطوارق في تمبكتو ترتبط بروابط البيعة مع ملوك المغرب الأشراف وهو ما جعلهم مقربين من الرباط وكان أمير طوارق تمبكتو الأمير محمد علي الأنصاري لاجئا في الرباط وفيها توفي عام 1994 .
وكانت وسائل الإعلام المغربية الرسمية والعروبية الحزبية تتجاهل قضية الطوارق بينما كانت الصحافة الأمازيغية تجاهر بدعمها للطوارق لأنهم أمازيغ أولا ولأنهم يساندون المغرب وبعيدين عن البولساريو.
وبالنظر للتركيبة القبيلة للمجتمع الأزوادي نجد هناك حقائق لا يمكن تجاوزها وهي ارتباط طوارق تمبكتو بالمغرب وولائهم للعرش المغربي من جهة وارتباط عرب أزواد بالرقيبات وجبهة البولساريو من جهة أخرى حتى أن كثير من عرب مالي منح الجنسية المغربية بوصفه صحراوي عائد لوطنه المغرب أو جندي هارب من البولساريو، وارتباط طوارق كيدال بالجزائر وتأثيرها على بعض القيادات مثل إياد مهندس الاتفاقيات السابقة والحالية .
من هنا يكون من الصعب على أي قيادي أزوادي مهما كان القفز فوق هذا الأمر الواقع يمكن لقيادي طوارقي أن ينتقد موقف الجزائر المؤيد لمالي لكنه لن يصل إلى حد قطع شعرة معاوية مع الجزائر لأن هناك قوى داخل الحكم الجزائري ومنها قصر المورادية "عبد العزيز بوتفليقة " الذي يخوض صراعا مع الجنرلات الذين حولوا الجزائر إلى مملكة خاصة بهم مثل دولة خليجية وقد بدأ يحجم دور العسكر تدريجيا فأعلن الوئام المدني ولإنجاح المصالحة الوطنية استعان بفرنسا لإقالة الجنرال محمد ألعماري الملك الفعلي لمملكة الجنرلات الجزائرية.
وبعدما فرض كلمته في الوئام المدني يرى أن استعادة الجزائر إشعاعها لا يتم إلا بإحداث توازن في القضيتين الطوارقية والصحراوية فهو يريد للجزائر دورا إفريقيا يوازي دور معمر القذافي مؤسس الاتحاد الإفريقي كما يريد مكانة للجزائر في الغرب توازي المغرب بسبب الثروات النفطية للجزائر ودور في الساحة العربية قريب من الدور المصري أو السعودي أو الأردني زعيم معتدل في نظر الغرب .
ولحسم الصراع داخل الجزائر لصالح بوتفليقة ضد الجنرلات يجب وضع العسكر في الزاوية وإقناعهم بأن النفاق المتمثل في دفن الطوارق ورفع البولساريو يفقد الجزائر كل أمل في لعب أي دور محور إقليمي أو دولي.
وفي المقابل يرى المغرب في قضية الطوارق فرصته لدق إسفين داخل الحلف الليبي – الجزائري المؤيد لبولساريو ولا يمانع المغرب في أي تقارب بين الطوارق والبولسايو لأن ذلك قد يبعد القذافي عن البولساريو فالورقة الطوارقية أكثر أهمية لدى ليبيا من البولساريو، كما يرى المغرب في ذلك فرصة ذهبية له لكي يظهر أنه نصير للقضايا العادلة فقد صورة الجزائر المغرب على أنه عدو لكل حركات التحرر في العالم نتيجة عقدته من البولساريو ولا يرغب المغرب في أن يحشر حلفائها من الطوارق في تمبكتو بين محور كيدالي موقع على الاتفاقيات مقرب من الجزائر ومحور عربي مدعوم من البولساريو لذلك يرى المغرب أن في غضه الطرف عن أي تقارب طوارقي - بولساري ضمان لدوره فالمهم عنده إضعاف العسكر في الجزائر أصحاب المواقف المتحجرة حيال قضية الصحراء وإبعاد القذافي عن البولساريو.
كما أن الدول الغربية وخاصة واشنطن حددت موقفها من هذه القضايا جميعا دولة للطوارق حليفة لإسرائيل وحكم ذاتي للصحراء في إطار المغرب وعندها تنتهي قضية الصحراء دون أن يكون أي من طرفيها غاضب من الطوارق فالمغرب راضى عن الموقفهم الحيادي للطوارق والبولساريو متفهمة لتحالفهم مع المغرب لأن الجزائر وقفت ضدهم.
إن أي رئيس مستقبلي لأزواد سيكون في وضع مشابه لملك الأردن المحاط بالعراق شرقا وسوريا شمالا وإسرائيل غربا فعندما تغضب عليه سوريا يتحالف مع العراق وعندما ينهار العراق ينخرط في عملية السلام مع إسرائيل ليحمي نفسه من التدخل السوري في شؤونه أو دعمها لمعارضيه وبالتالي لا يستطيع قيادي طوارق أن يعادي البولساريو فيدخل في مواجهات مع عرب أزواد ولا يستطيع أن يعادي المغرب فيخسر دعم طوارق تمبكتو لذلك الحياد التام الايجابي هو الخيار المتاح لأي زعيم طوارقي في الملف الصحراوي وهو ما تتفهمه الرباط ولا تشترط على أي قيادي طوارقي تجريح أو استصغار البولساريو لنيل ثقتها فالمثل الطارقي يقول " يمكنك أن تشبع دون أن تختنق " يمكنك أن تكون حليفا للمغرب دون أن تدخل مواجهة مع عرب أزواد المتحالفين مع البولساريو.

أنقر علي عنوان المقالة لكي تقرأها...

مدينة تمبكتو المدينة الخالدة فى ذاكرة الطوارق

مدينة تمبكتو في فجر القرن الثاني عشر، وعلى ضفاف البئر التي تبعد بضعة آلاف من الأقدام عن ضفة نهر النيجر، تمركزت قبيلة الطوارق. كان اسم البئر آنذاك ولا يزال تيم-بوكتو أي بئر بوكتو، نسبة إلى اسم حارسة البئر. بعد قرنين من ذلك، انقلبت الأحوال، ومن مجرد استراحة بسيطة للقبائل الرحل، أصبحت تومبوكتو مركزاً تجارياً مهماً تتدفق اليه الواح الملح من مناجم الصحارى، ومنتوجات السفانا والغابات. ومن هناك كانت تنطلق العربات الضخمة المحملة بالمواشي إلى مصر، والمحملة بالذهب والرجاب والعاج والجلد... إلى المغرب. سبب هذه الثروة بديهي. فقد قام بائعون من مدينة دجيني التي كانت تجتذب منتوجات الجنوب وتحتاج إلى نقطة لتصريف منتجاتها نحو الشمال باستعمال مجرى نهر النيجر، وصولاً إلى تومبوكتو التي جعلوها مرفأ مهماً، والنقطة الأقرب إلى الضفة المقابلة للنهر. عندما عاد الإمبراطور الكبير كنكان موسى نحو عام 1325، من حجه إلى مكة المكرمة، دفعته الذكرى المذهلة التي كان يحتفظ بها عن القاهرة والمدن التي زارها، إلى أعمار تومبوكتو، فبنى مسكناً وجامعاً وطور التجارة المزدهرة. وبدأت العصور الذهبية للمدينة المنبثقة من الرمال. وتدفقت الثروات على تومبوكتو، وولدت حضارة متقدمة فيها أصول العيش والاستقبال وفنون المحادثة والحوار في الأمسيات على الشرفات، مما دفع شعراء ذلك الوقت، إلى كتابة الشعر الغنائي فيها ومنهم السادي، كاتب "تاريخ السودان" الذي كتب في القرن السابع عشر : "مدينة جذابة، نقية، رائعة، مدينة شهيرة، مقدسة، خصبة ونشطة. هو بلدي وأغلى ما أملك في العالم". لكن الحضارة التومبوكتوية هي أيضاً العدد الضخم للطلاب الوافدين من كل بلدان العالم، والذين يتهافتون على سماع العلماء والفقهاء ورجال الدين الذي يعلمون في جامع سانكوري. وذكر المؤرخ ليون الأفريقي وجود 120 ألف طالب و180 مدرسة قرآنية في مدينة كانت تعد في أوجها، في القرن السادس عشر، 100 ألف نسمة. وقال محمود كاتي، كاتب "تاريخ الفتاش"، الذي ألفه في القرن السادس عشر: "تومبوكتو، وصلت إلى الحد النهائي من الجمال والروعة، وكانت الديانة المزدهرة فيها والتقاليد النبوية تعطي الحياة لكل شيء...". وعندما وصل رونيه كالييه إلى تومبوكتو عام 1828، كتب : "كان بإمكان عبيد تومبوكتو قراءة القرآن، حتى انهم حفظوه غيباً، فهم يعلمونه إلى أولادهم منذ نعومة أظفارهم...". عاش في تومبوكتو كتاب مشهورون مثل أحمد بابا المؤرخ الذي كان يملك آلاف الموسوعات في مكتبته. لكن الجزائريين، بعد معركة تونديبي عام 1591، وقبائل الطوارق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والاستعمار في القرن العشرين، نفخوا السالف وخملت ذاكرة الناس ومحت آثار العربات تحت الرمال وزال زهو العصور الذهبية. ماذا بقي اليوم، في تومبوكتو الغامضة، من أمجاد الماضي؟ عربة الملح للجمالين الطوارق ما زالت تنزل مرة في السنة من تاودانيك وما زال المرفأ المتصل بنهر النيجر بقناة حفرتها يد الانسان، ينزل القوارب المحملة بالبضائع الآتية من الجنوب. طبعاً لم تعد التجارة في تومبوكتو كما كانت، وتحولت الصحارى إلى بحر عدائي، وضرب الجفاف أراضى الساحل بقوة. لكن فكر تومبوكتو وإيمانها، وفخرها بكونها "الحي اللاتيني" لبلاد السودان، ما زالت تطبع بآثارها الناس والأحجار. ها هي الطرق التي مر عليها المصلون في اتجاه مسجد دجينغريبر قائمة وكذلك المسجد الذي ما زال صامداً منذ أن أنشأه كانكان موسى في القرن الرابع عشر. انه صرح واسع مبني من ألبا نكو والحجارة. أبراجه مخروطية وشرفاته الرائعة ما زالت تستقبل المؤمنين داخل صحونها الاثنتي عشرة. وفي الجهة المقابلة للمدينة، مسجد سانكوري الذي تؤكد التقاليد أن محيط أبنيته يساوي محيط الكعبة في مكة المكرمة، وهو يلقي بظله على الشرفات المحيطة. وها هو جامع سيدي يحيى المبني في نهاية القرن الخامس عشر صامد، يحميه باب قديم مصفح بالحديد. وهو من أحد أبواب الطراز الهندسي لبيوت تومبوكتو. طرق تومبوكتو نظيفة وواسعة إلى درجة تسمح بمرور ثلاثة خيالة معاً. في الداخل والخارج الكثير من الأكواخ مصنوعة من القش بشكل دائري تقريباً. (من يصدق أن هذا الوصف يعود إلى رونيه كالييه، ويعود تاريخه إلى عام 1828؟). الطرق التي كان يتجول فيها الطوارق بسيوفهم لم تتغير منذ القرن الماضي. وكذلك الأفران المصنوعة من الطين. ما زالت المنازل المبنية منذ قرون على الطراز نفسه، تؤمن استمرار الماضي. فقد أحضر كنكان موسى من حجه إلى مكة، مهندساً مسلماً من أصل إسباني فوضع أصول العمارة في هذه المدينة. واليوم صار لتومبوكتو طراز خاص بها يعطي المدينة وحدتها، بما فيها الأبنية الأكثر حداثة والمنازل التراثية القديمة والساحات الخفية الداخلية التي يتعالى فيها الصراخ والألعاب مرددة أصداء القرون الماضية.

أنقر علي عنوان المقالة لكي تقرأها...

ننشر نص الحوار الصحفى الذى اجرته قناة الجزيرة مع القائد الميدانى الطوارقى المكافح ضد المستعمر المالى



تطورات العلاقة مع الحكومة وأهداف الحركة
بيبه ولد امهادي: مشاهدينا الكرام طابت أوقاتكم بكل خير أينما كنتم. نستضيف اليوم في هذه الحلقة العقيد حسن فغاغا أحد أبرز قادة التحالف الديمقراطي للثالث والعشرين ماي 2006 للتغيير في شمالي مالي وهي حركة للطوارق تقاتل القوات الحكومية المالية. سيد حسن أنت كنت صاحب هذا الهجوم المشهور يوم الثالث والعشرين ماي على السلطات المالية على مواقع عسكرية مالية بعد ذلك وُقع اتفاق الجزائر في يوليو عام 2006، لماذا عدتم الآن إلى حمل السلاح؟ ما الذي يجري بالضبط؟
حسن فغاغا: لا نتمنى يعني في ما بعد الاتفاق أن يكون هناك حمل السلاح أو ما يشبه ذلك ولكن نفس الاتفاقات يعني الاتفاق وقعت ولكن لم تطبق يعني، ويعني أعطينا الحكومة وقتا كافيا وطويلا شوي واجتمعنا معها عدة مرات حتى سئمنا يعني من زبدة اتفاق التي وقعت بيننا وبينهم لذلك يعني هناك من لجأ في وسط الطريق إلى حمل السلاح إلى يومنا هذا يعني، هناك من يحمل السلاح وهناك ما زال من..
بيبه ولد امهادي: يلتزم بالاتفاق.
حسن فغاغا: يلتزم يعني باسم اتفاق حتى يعني يرى ماذا بعد ما وراء الاتفاق يعني، هذه هي مقدمة المشكلة.
بيبه ولد امهادي: هل حددتم لأنفسكم موعدا زمنيا إذا لم يتحقق فيه تقدم على المسار السياسي مع السلطات المالية تعودون إلى الجبال أم أنكم تبادلتم الأدوار يعني توازعتم الأدوار تقاسمتموها بعضكم يواصل الاتصالات مع السلطات المالية وبعض آخر يلجأ إلى الجبال وحمل السلاح؟
حسن فغاغا: نعم هذا فعلا ما وقع يعني ولكن يعني الوقت المحدود يعني لسنا نحدد وقتا معينا لحمل السلاح ولكن حسب الاتفاق والاجتماعات التي صارت بيننا وبين السلطات يعني من أجل هذه الاجتماعات فهمنا بالتأكيد يعني أن الحكومة ليست لها نية بتطبيق هذا الاتفاق، إذاً لا يحتاج إلى أي تحديد وقت أو زمن معين يعني.
بيبه ولد امهادي: في الأشهر الماضية وقعت عمليات متبادلة بين حركتكم وبين الجيش المالي، في تنزواتين على سبيل المثال.
"الاتفاق بيننا وبين الحكومة ينص على سحب القوات الإضافية في ولاية كيدال عندما ندخل فيها ونسلم السلاح للسلطات، ولكن حدث العكس فأصبح هناك مزيد من التعزيزات والدوريات والتفتيش لذلك حملنا السلاح"حسن فغاغا: نعم، يعني نحن في البداية منذ دخولنا إلى الاتفاق ودخولنا في وسط منطقتنا يعني حتى الدولة الحكومة لا تعطينا أصلا وقتا حتى للتشاور يعني حتى وقت للمفاوضات أو النقاش في داخل المنطقة يعني لا تعطينا فرصة لأننا دخلنا ممكن 20 يوما أو 15 يوما بعد أن الحكومة فهمت أنه كله في يعني القوة للتحالف الديمقراطي من أجل التغيير يعني دخلت في وسط ولاية كيدال هي الحكومة بدأت بدوريات وتفتيش المناطق والبيوت في الصحراء يعني في المكان اللي كنا إحنا نتمركز فيها سابقا، إذاً يعني صار التشويش في هذه الفترة علما بأن الاتفاق فيه يعني مادة كاملة على أننا عندما ندخل ولاية كيدال ونسلم السلاح للسلطات يعني الحكومة تنسحب قوات إضافية في ولاية كيدال، يعني على العكس عندما نحن دخلنا وسلمنا السلاح للسلطات صار المزيد من التعزيزات والمزيد من الدوريات والمزيد من التفتيش، هذا يعني من أحد أكبر الأسباب لحمل السلاح في الفترة الأولى يعني.
بيبه ولد امهادي: هل يمكن الآن أن نقول إنكم تسيطرون على مواقع معينة أم أن الشمال كله مجال لتحرككم دون أن تكون لكم مواقع بعينها يمكن أن تسيطروا عليها ويعتبر دخولها ممنوعا على الجيش المالي؟
حسن فغاغا: نعم نحن نسيطر على مواقع عدة يعني ولكن يعني ليست مواقع معروفة أو تكون مواقع تكون للحكومة، يعني مشكلة لأن هذه مناطق صحراوية ولكن لم يدخلوها ولا يستطيعون أن يدخلوها ولكن مناطق صحراوية معروفة إحنا في تنزواتين إحنا نجاورهم في تنزواتين يعني، نحن موجودين في بوغسة ويعرفون في أول مرة يعني ما بعد العمليات نحن انتقلنا يعني موقعنا الثاني إلى منطقة بوغسة يعرفون ذلك ولكن لا يهجمون فيها.
بيبه ولد امهادي: هذه المواقع بالنسبة للمشاهدين حتى نحدد مواقعها هي قريبة من الحدود مع الجزائر قريبة من المثلث الحدودي بين كل من مالي والجزائر والنيجر؟
حسن فغاغا: هذه المناطق يعني أغلبيتهم كلهم يعني قريبون من الحدود ولكن ليس يعني قريبة من الحدود الجزائر أو في وسط يعني منطقة كيدال يعني لأننا نحن الآن في غرب كيدال.
بيبه ولد امهادي: طيب أستاذ حسن سؤال بديهي وربما كان علي أن أبدأ به ولكن لا بأس، بماذا تطالبون بماذا يطالب الطوارق في مالي؟ ما الذي يدفعهم إلى حمل السلاح؟
حسن فغاغا: نحن نريد الاندماج في هذه الدولة ولكن لا يتسير لنا يعني هذا، لأنك تطلب أن تحصل على أي وظيفة أيا كانت لا يختلف وظيفة عسكرية أو وظيفة جمركية أو وظيفة إدارية أو وظيفة تدريس أو تعليم ولكن هذه كلها يعني سئمنا أن نحصل على شيء يعني بشكل محترم، إذاً ماذا أقول؟ أقول سئمنا بحصول يعني الاندماج في هذه الدولة، إذاً يعني دائما شعب موجود على الأرض ويشعر أن له الأرض يعني دائما يبحث على الحياة والمعيشة في هذه البقعة الأرضية.
بيبه ولد امهادي: هناك حديث عن حلم بقيام جمهورية كبرى للطوارق، الطوارق كما يعلم كثيرون وهنا أتوجه للمشاهدين في هذه المعلومة هم موجودون في خمسة بلدان، موجودون في مالي في النيجر في الجزائر في ليبيا وكذلك في بوركينا فاسو، هل حقا هناك حلم يراود الطوارق بأن يقيموا يوما ما دولة خاصة بهم؟
حسن فغاغا: هذا يعني، وجهة نظري يعني، وجهة نظري أن الطوارق لا يختلفون يعني لا يختلفون 100% مع الشعوب في شمال أفريقيا مثلا الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب وإلى آخره، إذاً لا أرى يعني أنه لازم من الضروري أن الطوارق في جميع هذه الدول التي سميتهم أن يحلموا بدولة يعني بدولتهم لأن الطوارق في ليبيا لا يشعرون بأي شيء يعني.
بيبه ولد امهادي: بأي تمييز.
حسن فغاغا: بأي تمييز. والطوارق في الجزائر لا بأس بهم ولا في بوركينا يعني أيضا، إذاً الطوارق في مالي والنيجر يعني هناك مجازر تاريخية ومعروفة بين هاتين الحكومتين.
بيبه ولد امهادي: نمر إلى سؤال آخر العقيد حسن فغاغا، الطوارق يعني في البداية عندما جاء المستعمرون قاوموهم ورفضوا يعني الخضوع لهم، فيما بعد راودهم الماليون واستطاعوا أن يجلبوهم أن يستميلوهم في أن يكونوا دولة واحدة وسموها دولة الإسلام يعني في السودان، هل هذا صحيح؟
حسن فغاغا: هذا صحيح وهذا بداية ظلم يعني بين الطوارق والماليين، هذا صحيح يعني.
بيبه ولد امهادي: بعدها وقع ما تسمونه بمجازر عام 1963 في عهد مودي بوكيتا، إذا كنت قد يعني لم تخني الذاكرة. خلال الحكومات التي تعاقبت على حكم مالي متى كان للطوارق فعلا وجود؟ متى أحسستم بطمأنينة في هذا الوطن؟
حسن فغاغا: نحن في هذا الوطن لا نحس بالطمأنينة حتى يومنا هذا أبدا، لأنه في عهد مودي بوكيتا هذه عهد المجازر في عهد موسى تراوري هذا عهد الجهل والجوع في عهد يعني [لغة أجنبية]..
بيبه ولد امهادي: الفترة الانتقالية.
حسن فغاغا: الفترة الانتقالية، صارت المجازر والتشريد يعني وخروج البلاد إلى بلاد أخرى، في عهد يعني ألفا ماركوناري صارت هدنة صارت فترة هدنة لأن في عهد ألفا ماركوناري صارت فيها الديمقراطية والتعدد الحزبي يعني..
بيبه ولد امهادي: وأذكّر بأن هذه الفترة أي من 1992 إلى 2002 يعني ألفا ماركوناري تولى السلطة لمدة عشر سنوات لفترتين رئاسيتين.
حسن فغاغا: نعم.
بيبه ولد امهادي: المرحلة الانتقالية التي قلتم إن وضعكم فيها قد ساء تماما كانت فترة تولى فيها السلطة أمادو توماني توري وهو الرئيس الحالي.
حسن فغاغا: الفترة الانتقالية التي هو يحكم فيها فترة يعني مأسوية ما يخص يعني قبائل الصحراء من تمبكتو إلى غاو، من تمبكتو غاوا كيدال، يعني صارت فيها المجازر وجلب الحيوان الطوارق والعرب يعني صارت فيها التشريد بشكل أكثر يعني غريب أصلا.
بيبه ولد امهادي: يعني تم نهب أموالكم.
حسن فغاغا: فيما يخص يعني ولاية تمبكتو صارت فيها بشكل ما يتصور يعني والقتل يعني الصحراويين لأن العائلات يُقتلون ويعني يسوقون كل ما لديهم يعني.
بيبه ولد امهادي: ولكن أيضا في المقابل السكان الماليون يقولون أيضا إن الطوارق يصولون ويجولون ويقومون بعمليات ضدهم ولذلك قامت حركة غاندا كووي مثلا التي هي ردة فعلا، هكذا يقولون، على ما يتعرضون له على أيدي الطوارق وقامت بهذا النهب، هي عمليات متبادلة؟
حسن فغاغا: أيضا فيما يخص هذه الحركة التي ذكرتها، يعني هي سبقت أي مشكلة يعني ما يخص بيننا وبينهم يعني لأنه في اتفاق يعني الجزائر ما نقول يعني [لغة أجنبية]..
بيبه ولد امهادي: المعاهدة الوطنية.
حسن فغاغا: المعاهدة الوطنية. صارت في الجزائر يعني نفس الوقت يعني أتى من الجزائر إلى يوم وصولها إلى غاوا ويعني هذه الحركة قتلت على ما أعتقد 18 مدنيا من قرب غاوا، يعني هناك نفس الوفد اللي جاء من المفاوضات ووقع اتفاقا يعني وصل هذا المكان وحاول أن يحل المشكلة وصار إطلاق النار عليهم حتى مات فيهم واحدين يعني.
بيبه ولد امهادي: بعد هذا الفاصل سوف نتطرق إلى الدعم الذي ربما تحصلون عليه لست أدري. مشاهدينا الكرام وقفة قصيرة نتابع بعدها هذا اللقاء مع العقيد حسن فغاغا أحد أبرز قادة التحالف الديمقراطي من أجل التغيير وهي حركة طوارق شمالي مالي.

[مصادر التمويل والعلاقات الخارجية للتحالف
بيبه ولد امهادي: مشاهدينا الكرام مرحبا بكم مرة أخرى إلى هذا اللقاء نستأنفه مع العقيد حسن فغاغا وكما وعدنا سوف نسأل، من أين لكم هذا السلاح؟ من أين لكم هذا المال الذي به تنفقون على حركتكم؟ هل وراءكم دولة معينة؟ هل.. المنطقة تعرفون أنها أصلا فقيرة.
حسن فغاغا: يعني منذ تحركنا يعني اللي أنا شهدته بنفسي من التسعينات إلى يومنا هذا لم نحصل أبدا في أي معاونة من دولة أي كانت.
بيبه ولد امهادي: باستثناء التدريب.
حسن فغاغا: باستثناء التدريب. حتى التدريب ما هوش تدريب يعني بشكل يعني معروفة، يعني تدريب أقل درجة يعني ولكن استفدنا ممكن شخص واحد أو اثنين يستفيد من التدريب في أي مكان وهو يدرب الآخرين يعني.
بيبه ولد امهادي: إذاً كيف تنفقون على هذه الحركة، هذا شيء يتطلب أموالا؟
حسن فغاغا: هذه دائما.. في البداية هذه تبرعات بيننا وبين شعبنا فقط يعني.
بيبه ولد امهادي: شعب الطوارق يتبرع لهذه الحركة تمويلها؟
حسن فغاغا: نعم شعب الطوارق يعني وشعب المنطقة.
بيبه ولد امهادي: هذا يذكرني بمعلومة، يقال إنه في بداية السبعينات كانت ليبيا قد فتحت صناديق للتبرع من أجل دعم الطوارق، أريد أن أتأكد من هذه المعلومة هل هذا صحيح؟
حسن فغاغا: هذه السبعينات أنا لم أذكر هذه أنا كنت صغيرا شوية في السبعينات، لا أدري ممكن.
بيبه ولد امهادي: طيب حسن فغاغا، أنت الآن عقيد وقد عدت واندمجت في الجيش المالي بموجب اتفاق عام 1996، وما هي الظروف التي جاء فيها هذا الاتفاق؟ وبم كان يقضي؟
حسن فغاغا: أولا هذا الاتفاق يعني حسب وجهة نظري الله أعلم قد يكون ليس هكذا ولكن في وجهة نظري يعني اتفاقات يعني هذا الاتفاق صار في ظروف ضيقة يعني، الاتفاق هي بنفسها ليست موسعة يعني.
بيبه ولد امهادي: كيف ذلك؟
حسن فغاغا: ليست كافية يعني بالتوضيح ليست كافية وليست يعني لا تمر بآلام يعني وظروف شعبنا يعني بصورة على الأقل أوسع يعني. إذاً صار الاتفاق ويعتقد كثير من الناس سواء كانوا من طرف مالي أو من طرف الدول الأخرى أنه يعني هذا يكون حلا، لا يعني في فترة معينة ظهرت الحقيقة أن هذا الاتفاق لا يكفي وصارت فيها يعني بعد خدعة يعني صارت خدعة لهذا الشعب.
بيبه ولد امهادي: هكذا تشعرون؟
حسن فغاغا: نعم، لأنها جاءت يعني كوسيلة سطحية يعني لا تدخل في عمق مشاكل الشعب. إذاً بعد اتفاق تسع سنين ظهرت الحقيقة كل واحد يرى أن هذا الاتفاق على وشك الانقراض لأن الأعمال الملموسة فيها يعني بدأت وانتهت، الشعب لا ينتهي، إذاً يعني هذا هو السبب الاتفاق هو بنفسه ليس ثمينا يعني في البداية.
بيبه ولد امهادي: لم يكن الاتفاق مغريا ثم بدأ يتراجع مردوده بالنسبة إليكم فائدته بدأت تتراجع حتى أصبح حبرا على ورق،هذا ما تريد أن تقوله؟
حسن فغاغا: نعم بالتأكيد، إذاً القضية ستبقى والمطالب للشعب يعني بنفسها قائمة.
بيبه ولد امهادي: ما مدى التنسيق بين طوارق مالي وخاصة في ولاية كيدال التي تنتمون إليها وطوارق النيجر حركة التمرد في النيجر أو (إم. إن. جي) أي الحركة الوطنية من أجل العدالة، ما مدى التنسيق والتعاون بينكم؟
حسن فغاغا: والله شيء معروف أن الشعب ولاية كيدال وشعب ولاية يغاديس في نيجر يعني في الأصل شعب واحد يعني من ناحية القرابة، في الأصالة أصلا يعني ولكن منذ أسسِت حركة النيجر يعني هي عندها سياستها في منطقتها ونحن في المنطقة تاعنا يعني.
بيبه ولد امهادي: علاقة تعاطف تضامن ولكن ليست علاقة تعاون مباشر، هذا ما تقصد؟
حسن فغاغا: نعم هذا ما أقصد هناك علاقة أخوية يعني طبيعية ولكن علاقة يعني التنسيق العسكري والسياسي، هذه ما زال لا أظهر لي شيء من هذا القبيل يعني بشكل مباشر.
بيبه ولد امهادي: طيب العقيد حسن فغاغا كان هناك الطوارق لم يعودوا اللاعب الوحيد، ليبيا أو الجزائر لم يعودا اللاعبين الإضافيين، هناك منذ سنوات أيضا ما يسمى بتنظيم الآن اسمه الآن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وكان يُعرف بالـ (جي. إس. بي. سي) يعني السلفية الجهادية في هذه المنطقة. ما مدى احتكاكم بهؤلاء، هم أعداء هم خصوم هم حلفاء أم هم يسرحون ويمرحون في أراضي وأنتم في أراضي أخرى وهناك متسع لتحرك الجميع؟
حسن فغاغا: هذا في وجهة نظري أنا شخصيا لم أرهم ولم يضايقوني في هذه المنطقة لما أتجول فيها وأعتقد أنهم في الشريط يعني في الشريط ما بين مالي والجزائر وموريتانيا وليس لدينا فيهم أي تنسيق يعني، ولا نحسبهم أنا شخصيا لا أعداء ولا أصدقاء يعني لا نعرفهم أصلا يعني.
بيبه ولد امهادي: يعني لم يحدث أن احتككتم بهم اقتربت مواقعكم لم يحدث أن وقعت أية مشاكل بينكم؟
حسن فغاغا: في زمن إحنا يعني اللي كنا إحنا التحالف يعني متمركزين في المناطق الشمالية صار بيننا احتكاك لأننا طلبنا منهم أن لا يتجولوا في الحدود يعني في المنطقة الخاصة بولاية كيدال ليس من تمبكتو وليس في مالي ولا من غاوا، يعني المناطق التي نحن نسيطر عليها لازم هذه المنطقة يتركونها ولا يتجولون فيها.
بيبه ولد امهادي: ما هي علاقتكم أو عدم وجود علاقة بينك وبين الولايات المتحدة الأميركية؟
"هناك اتصال بيننا وبين الولايات المتحدة متمثل في الشخصيات الموجودة في مالي، ولكن لا يوجد اتصال مباشر أو برنامج واضح بيننا "حسن فغاغا: هناك اتصال يعني بيننا وبين الولايات المتحدة على حسب يعني الشخصيات اللي كانوا في مالي يعني أنا مثل السفارة إلى ما يشبه ذلك ولكن يعني اتصال مباشر أو برنامج يعني واضح حتى الآن لا يحدث بينا وبين الولايات المتحدة ولكن هناك اتصال.
بيبه ولد امهادي: ماذا يقول الأميركيون خلال هذه الاتصالات؟ ماذا يطلبون منكم؟
حسن فغاغا: لا، هم يريدون الوضوح يعني كشف المعلومات يعني في المنطقة في صفة عامة.
بيبه ولد امهادي: يعني يطلبون منكم معلومات عن تحركات الإسلاميين إذا أردنا أن نقول في هذه المنطقة؟
حسن فغاغا: هذا ما يشيرون إليه ولكن لا يدخلون الموضوع مباشر من ذاك القبيل ولكن على ما أعتقد أن الموضوع يدور حول ذلك.
بيبه ولد امهادي: ولم تستجيبوا؟
حسن فغاغا: نحن لا ليس لدينا أي شيء حتى الآن لأننا نحن لسنا قوة كبيرة مسيطرة أو حاجة، نحن حتى نحن متضايقون في المنطقة أصلا يعني. إذا ممكن يعني أن نشارك في أي رأي لازم تكون المنطقة يكون فيها سلم يعني والاستقرار، عند ذلك ممكن نشارك في الرأي في الأمن أو السلم يعني، يعني خارج الموضوع الداخلي يعني.
بيبه ولد امهادي: في نهاية هذا اللقاء العقيد حسن فغاغا أشكرك شكرا جزيلا على هذا الوقت الذي خصصته لفريق قناة الجزيرة. ومشاهدينا الكرام أينما كنتم تحية طيبة لكم في ختام هذا البرنامج وإلى اللقاء بإذن الله.

أنقر علي عنوان المقالة لكي تقرأها...

 

blogger templates | Make Money Online