جرت، بعد عصر أول أمس الثلاثاء بالرباط، مراسيم تشييع جثمان الراحل، محمد الحبيب الفاسي الفهري، القاضي والدبلوماسي السابق، الذي وافته المنية الاثنين الماضي، عن سن يناهز 76 سنة.
الراحل محمد الحبيب الفاسي الفهري
وعقب صلاتي العصر والجنازة بمسجد الشهداء، ووري جثمان الراحل الثرى بالزاوية العيساوية بالمدينة العتيقة للرباط، بحضور أفراد أسرته، والوزير الأول، ومستشاري صاحب الجلالة، والحاجب الملكي، وعدد من أعضاء الحكومة، ووزراء سابقين، وبعض زعماء الأحزاب السياسية، ووالي جهة الرباط - سلا- زمور- زعير، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب، وشخصيات مدنية وعسكرية، وأخرى تنتمي إلى سلك القضاء وعالم الفكر والسياسة.وتليت بهذه المناسبة الأليمة، آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الفقيد، كما رفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير، بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه، ويتلقاه بفضله وإحسانه في عداد الأبرار من عباده المنعم عليهم بالنعيم المقيم.كما توجه الحاضرون بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بأن يطيل سبحانه وتعالى عمر جلالته ويحفظه ويحيطه ويكلأه بعنايته الإلهية، وأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويحفظه في كافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.وكان جلالة الملك بعث برقية تعزية إلى أفراد أسرة الراحل، أعرب لهم فيها جلالته عن أصدق تعازيه وصادق مواساته، ومن خلالهم لجميع أفراد الأسرة الكبيرة ولكافة أهل الفقيد وذويه وأصدقائه ومحبيه، في هذا المصاب الأليم الذي لا راد لقضاء الله فيه.واعتبر جلالة الملك أن وفاة الراحل لا تعد خسارة لأسرته فحسب، وإنما لوطنه المغرب أيضا الذي فقد فيه أحد كبار خدام الدولة الأوفياء، الذين ضحوا بالغالي والنفيس، في سبيل توطيد أركان سلطتها القضائية الحديثة على دعائم الحق والعدل، وكذا لإرساء إشعاعها الدولي كدبلوماسي مرموق.واستحضر جلالة الملك، بكل تقدير، أن الراحل الكبير، رحمه الله، كان من القضاة الأماهد الذين ساهموا في بناء صرح القضاء الوطني العصري ومغربته وتوحيده، والمشهود لهم بالحكمة والحنكة والتجرد ومكارم الأخلاق، متحليا، طيلة مساره المهني المشرف، بالكفاءة والنزاهة والمهنية العالية، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصرة الحق، وإعلاء كلمة العدل، وسيادة القانون، وصيانة حرمة القضاء، في وفاء مكين للعرش العلوي المجيد.وازداد الراحل محمد الحبيب الفاسي الفهري، الذي شغل منصب القاضي الدائم لدى المحكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة، والخاصة بالنظر في خروقات حقوق الإنسان، بيوغوسلافيا السابقة، سنة1932 بمدينة الصويرة.وكان الراحل، وهو والد لطيب وعلي الفاسي الفهري، على التوالي، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، والمدير العام للمكتب الوطني للكهرباء، تقلد خلال مشواره المهني عدة مناصب بالقضاء والإدارة والسلك الدبلوماسى
وبهده المناسبة الاليمة يتقدم المدير المسئوول والمشرف على موقع طوارق المغرب باحر التعازى والمواساة الى اسرة الفقيد راجيا من الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع النبئبين والصديقين والشهداء فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون