wwww.agharras.blogspot.com
أين ينتشر التوارك تحديدا وكم يبلغ عددهم ؟
ينتشر الطوارق تحديدا بين مالي والنيجر والجزائر وبوركينافاسو وهو شعب مسلم من أصول أمازيغية ظل فى أمن وسلام داخل مناطقه وكانت علاقته بجيرانه يسودها الود والإحترام المتبادل إلى أن جاء الإستعمار الفرنسي وعكر الأجواء وخلق الفتنة بين أبناء القبيلة الواحدة.هذه المعطيات استغلتها دولتي مالي والنيجر بعد رحيل الإستعمار الفرنسي وذلك من أجل القضاء نهائيا على الطوارق حقيقة لا توجد إحصائيات رسمية مؤكدة عن عدد الطوارق لأن المسلم به أنهم شعب كثير الترحال فى الصحراء الشاسعة ولا يعترفون بالحدود المصطنعة التى رسمها الاستعمار الفرنسى.
كيف بدأت القضية التوارقية تطفو إلى السطح؟
بدأت قضية الطوارق تطفو إلى السطح سنوات قليلة بعد رحيل الإستعمار الفرنسى إلى المنطقة لكن التعتيم الإعلامى الذى كانت تمارسه الدولتين وأيضا لعدم معرفة العالم الخارجي لطبيعة الصراع جعلت كل الحركات التحررية التى كان يقودها الطوارق لا تلقى آذانا صاغية ودعما لأن الطوارق مازالوا يتذكرون تلك الثورات التى قادوها ضد الدولتين بعدما ساءت الأوضاع وتبين لهم أن الإستقلال فى المنطقتين لايعنيهم بالدرجة الأولى لكن فى سنوات التسعينات من القرن الماضي وبعدما تبين للطوارق أن الحق الذي يؤخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة. خاضوا معارك جديدة ضد الدولتين لإثارة انتباه الرأي العام الاقليمى والدولي وإسماع صوتهم المبحوح إلى العالم لأن مالي والنيجر خرقت القانون الدولي واستعملت شتى أنواع الأسلحة والوسائل لإبادة هذا الشعب الأصيل والعريق، لكن سياستهم اليوم ليست خافية على أحد. من خلال الأعمال القمعية والإستيلاء على الممتلكات وإنزال الضرائب الثقيلة على أصحاب الرعي بالإضافة إلى الإساءة إلى رؤساء القبائل أمام أعين الجميع مما جعل العديد من أبناء شعبنا يفرون الى الدول المجاورة هربا من القتل اليومي والإهانة كل هذه الأوضاع استنكرتها المنظمات الدولية الأوروبية وبعض منظمات المجتمع المدني فى دول تمازغا.
ما هي طبيعة الصراع بين التوارك ودولتي مالي والنيجر وما هي مطالبكم؟
السبب فى ذلك يرجع الى كون الطوارق رفضوا رفضا باتا فى سنوات الستينات الإنضمام إلى مالى والنيجر واعتباره أكبر خطا سياسي ارتكبه المحتل الفرنسى عندما أقحم مناطقهم فى تراب الدولتين لأن الإندماج يعتبر من المستحيلات وهذا ما أكدته السنوات والتجارب والإتفاقيات الموقعة بين الطرفين ومطالبنا تتمثل فى الوضع الراهن بضرورة إعطاء حكم ذاتى لمناطق الطوارق يمكنهم من تسيير أمورهم بأنفسهم ويعملوا على إيجاد الحلول الناجعة لمشاكلهم لأن الوضع جد مزري ويتطلب تدخلا عاجلا من طرف المجتمع الدولي وعودة اللاجئين إلى مناطقهم ومساكنهم والعيش فى أمن واستقرار .
ومن هم حلفاء التوارق في المنطقة ؟
حقيقة لحد الان لا يوجد حليف استراتيجي للطوارق فى المنطقة لأن جميع دول المنطقة تعتبر أن قضية الطوارق إما لا تعنيها بالمرة، وهناك دول تستغلها سياسيا لايهام العالم الآخر أنها حقا تريد دعم ومساندة هذه القضية لكن العكس هو الصحيح فكل الإتفاقيات التى وقعت فى كل من الجزائر وطرابلس أبانت عن فشلها وعدم جدواها لأنها لا تخدم سوى توجهات وأهداف النظامين المالى والنيجيري.
هل هناك أي دعم أمازيغي للتوارق ؟
مند انطلاق الشرارة الأولى للحركات التحررية التى قادها الطوارق وهم يتلقون دعما لا يستهان به من إخوانهم الامازيغ فى كل المحافل القارية والدولية واعتبار قضية الطوارق قضيتهم الأم ويجب ان تلقى الإهتمام اللازم بها ويرفع الظلم والحيف عن إخوانهم وفى هذا الإطار لابد أن أشيد بالدعم الكبير الذي قدمه ويقدمه الزعيم الامازيغى الكبير أحرضان ونجله أوزين أحرضان لشعبنا ولعدالة قضيتهم بالاضافة إلى الدور الكبير الذى تقوم به الجمعيات الأمازيغية فى المغرب وخاصة الحركات الطلابية الأمازيغية فنحن مدينون لهم بجزيل الشكر والعرفان على دعمهم ووقوفهم بجانبنا فى السراء والضراء.
هل التوارق واعون بالقضية الأمازيغية ؟
بطبيعة الحال هناك وعي كبير لدى الطوارق بالقضية الامازيغية لأنهم جزء منها ويتابعون أخبار القضية بشكل مستمر عن طريق الأنترنيت أو وسائل الإعلام والدليل على ذلك أن بعض المدونات التى ينشئها الشباب الطوارقى تولي اهتماما خاصا للمسألة من خلال نشر مواضيع ومقالات تثير اهتمام الرأي العام الطوارقى لأن المشكلة واحدة وأننا ضحية مؤامرات وسياسات الأنظمة الفاشلة فى المنطقة التى تصور الإنسان الامازيغى على أنه غريب عن هذه المنطقة على الرغم من أنه يستوطن فى أرضه ويجب أن يتمتع بحقوقه المشروعة كاملة ودون شروط .
ظهرت أنباء عن جمهورية تارقية "تيموجغا"؟
كل ما يخدم القضية الوطنية للطوارق نحن ندعمه ونسانده بشتى الوسائل ودولة تيموجغا هي حلم كل انسان طوارقى حر وننوه بجميع بالجهود الجبارة التى يقوم بها رئيس دولة جمهورية تيموجغا فى هذا الجانب.
هل الحل في نظرك يكمن في استقلال التوارك وتأسيس دولة خاصة بهم؟
كل الحلول التى سترفع عنا سياسة الإضطهاد والقمع نحن نؤمن بها ونسعى إلى أن يتم العمل بها لكن فى الوقت الراهن نرى من الضروري أن يتم منح الطوارق حكما ذاتيا للطوارق يتم من خلاله منحهم كافة الصلاحيات الممكنة لتسيير مناطقهم وتنميتها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا وفى الأخير يتم التفاوض فى شروط منح الطوارق استقلالهم يتم فيه الإعتراف بدولتهم على أساس التقسيم الذى كان معمولا به قبل دخول الاستعمار الفرنسى للمنطقة .
هل خيار الكفاح المسلح هو الطريق الأنسب لنيل الحرية ؟ أم نهج مانو داياك هو الأنجع، أم معا ؟
كل شعب مورس عليه الاضطهاد والعنف والظلم سيفضل لا محالة الخيار المسلح الطريق الأنسب لنيل الحرية لأن نهج الأمير محمد على الأنصارى أمير الطوارق فى شمال مالى والزعيم الكبير مانو داياك فى النيجر لا يخرج عن هذا الإطار واعتقد أن كل الشعوب الحرة تقتدى دائما برجالاتها الأبرار الذين ضحوا فى سبيل قضاياها العادلة ومانو داياك قدم الشئ الكثير للطوارق وفكره وتوجهه فى النضال سيظل دائما راسخا فى عقول وأذهان كل الطوارق سواء فى أزواد وأيير .
البعض يفصلون القضية التارقية عن القضية الأمازيغية، ما رأيك؟
هذا الفصل أعتقد أنه خاطئ لأن القضية الطوارقية جزء من القضية الأمازيغية وكل من يرى عكس ذلك فهو يسعى إلى خلق البلبلة والفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد والتطاول على قضية شعوب دولة تمازغا ولسد الباب على من هذه التأويلات أعتقد أن التضامن والتماسك كفيل بأن يظهر للعالم أن الطوارق والأمازيغ كالجسد الواحد إذا تألم أي جزء منه أصيبت الأجزاء الأخرى بخلل أو عطب غير عادي.
حضرتك كممثل للتوارق في الكونغرس العالمي الأمازيغي (نسخة مكناس)، كيف تقيم عمل هذه المنظمة فيما يخص القضية التارقية؟
مادامت هذه المنظمة منقسمة على فريقين فأنا أعتقد شخصيا أن مردود قضية الطوارق داخل الكونغرس العالمي الامازيغى سيكون دون المستوى لأنه لحد الساعة لم نرى أي مجهود قامت به هذه المنظمة على مستوى مالى والنيجر لإبلاغهما بالتجاوزات الخطيرة التى يرتكبونها فى حق الطوارق ومن خلال هذا المنبر لابد أن أؤكد أن قضية الشعب الطوارقى ليست سوقا خلقت من أجل أن يغتنى منها البعض أو خدمة أجندة خارجية والطوارق اليوم أصبحوا يفرقون بين الصالح والطالح .
ما سر تحالفكم مع فريق لونيس بلقاسم خصوصا وأن الكثير من المناضلين الأمازيغ يرفضون (فريق مكناس) ويتهمونهم بالخيانة؟
يااخى الكريم أنا شخصيا لم أتحالف لا مع لونيس بلقاسم ولا مع غيره كلما فى الامر أنني تلقيت دعوة لحضور أشغال المؤتمر الذي عقد فى مكناس وكمدافع عن قضية شعبي فقد قررت المشاركة لأول مرة فى مثل هذا النوع من المؤتمرات وكنت أعتقد أن الإخوة الأمازيغ كلمتهم واحدة لكن العكس هو الذى ظهر لى فى مؤتمر مكناس الذى تمخضت عنه قرارات حاسمة وشجاعة لكن لونيس نفسه لم يوليها أي اهتمام ومن بينها إصرار المؤتمر على خلق لجنة الطوارق وإدخالها فى مسودة القانون الداخلي للمنظمة وإسناد هياكلها لأبناء الطوارق هذا الاقتراح لم يرق لونيس ورفاقه رغم إلحاح المؤتمرين ومجموعة من الطوارق الحاضرين فى المؤتمر الذين كانوا يتشكلون من طوارق مالى والنيجر.
الزيارة الأخيرة للكونغرس (نسخة مكناس) لليبيا مع سيف الإسلام نجل العقيد أثارت غضبا وحنقا واسعا لدى المناضلين الأمازيغ وردود فعل عنيفة خصوصا وأن الزيارة جاءت بعد أحداث يفرن وكاباون ؟
أنا أيضا أضم صوتي إلى صوت الأمازيغ المناضلين وأعتبر أن مثل هذه الزيارات مرفوضة خاصة وأنها جاءت فى وقت تمارس فيه الدولة الليبية شتى أنواع التنكيل والإبادة بإخواننا الأمازيغ سوى لأنهم طالبوا بضرورة الإستجابة لحقوقهم المشروعة التى يضمنها القانون الدولى وقد استغربت كأي طوارقى عندما شاهدت حضور ممثل عن الطوارق فى هذا الإجتماع على الرغم من شعب الرجال الزرق أنفسهم يعانون من نفس الممارسات فى دولة القائد سواء فى أوبارى اوسبها ويعيشون أوضاعا جد مزرية ولا إنسانية والغريب فى الأمر أن بعض الطوارق المحسوبين على النظام المالى والنيجيرى وجدوا ضالتهم فى الموائد والإمتيازات التى يمنحها لهم القدافي ونصبوا أنفسهم كممثلين شرعيين لشعب الطوارق المسكين .
يلاحظ أنكم موالون للنظام المغربي، كيف تردون ؟
الطوارق تربطهم علاقة البيعة والولاء بالنظام المغربى لأن مناطقهم كانت خاضعة للسلطان المغربى قبل دخول الإستعمار الفرنسى للمنطقة ونحن سيرا على نهج والدنا الشيخ محمد على الأنصارى رحمه سنظل أوفياء لهذا العهد متمسكين بمغربية تنبوكتو والروابط التاريخية التى تربطنا بالمملكة المغربية فى شخص الملوك العلويين أحفاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. والولاء للعرش العلوى المجيد فى شخص محمد السادس حفظه الله ورعاه دين فى رقابنا لأن الأمير محمد على الأنصارى رحمه الله كان دائما يردد الحديث النبوى الشريف من مات وليس فى عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية.وقد كنت قد بعث ببرقية ولاء وإخلاص نيابة عن الطوارق للملك محمد السادس بعد وفاة جلالة الملك الحسن الثانى قدس الله روحه تأكيدا على هذه السنة المتوارثة أبا عن جد .
الدول تجري وراء مصالحها دائما. ما مصلحة الدولة المغربية في القضية التارقية؟
كما سبق لى أن أكدت فى حوارات سابقة يجب على الدولة المغربية أن تلعب دورا إيجابيا فى قضية الطوارق بحكم السمعة الطيبة التى تتمتع بها على المستوى الدولى خاصة وأننا نعرف أن الطوارق يؤيدون الموقف المغربي فيما يخص وحدته الترابية وأن قضية الصحراء مفتعلة من الجزائر ضدا على الحق المشروع للمغرب فوق أرضه وأيضا للدعم السابق الذي كان يتلقاه الطوارق فى سنوات السبعينات من طرف المملكة فمصلحة المغرب يجب أن تصب فى اتجاه الطوارق خاصة وأن الأمازيغ الذين يشكلون النسبة الكبيرة يؤيدون الطوارق فى كافة نضالاتهم المستمرة .
في حوارك مع مجلة هيسبريس لوحظ أنك متأثر بالقومية العربية ؟
أعتقد انه أسئ فهم ماقلت فى حواري مع موقع هسبريس لأنني أنا أيضا كطوارقى أمازيغى ضحية للقومية العربية لكن ما أشرت اليه سابقا أن جزء من العرب الذين قدموا من شبه الجزيرة واستقروا فى هذه الأرض السعيدة وشكلوا كيانا موحدا مع الأمازيغ أصبح يجمعهم الدين الواحد ونفس العادات والتقاليد هذه خصوصية يجب أن نعتز ونفتخر بها ونحافظ عليها لأن هناك المثل - القائل من عاشر قوما أربعين يوما أصبح منهم- زد على ذلك أن الإستعمار الفرنسى كان يلعب على هذا الوتر لزرع الفتنة والتعصب القبلى الذي نحن فى غنى عنه خاصة فى هذه الظروف المتأزمة التى تمر بها أمتنا الأمازيغية فى شمال إفريقيا.
وهل للقضية التارقية صدى في صحافة الأنترنت ؟
اليوم قضية الطوارق تعتبر من أكثر القضايا انتشارا فى الانترنيت من خلال إلمام الكثير منهم بالدور الكبير الذي تلعبه فى إيصال قضيتهم ومعاناتهم إلى العالم الخارجي وفى هذا الإطار قام العديد من الشباب الطوارق بإنشاء العديد من المواقع الالكترونية والمدونات كل حسب اختصاصه للتعريف بهذه القضية .
كصحفي ومدون، كيف تقيم عمل الصحافة الإليكترونية الأمازيغية؟
عمل ممتاز ورائع يحتاج إلى الدعم والمساندة ليرقى إلى المستوى المطلوب لأننا بفضل الصحافة الالكترونية الأمازيغية بدأنا نكتشف الشبكة العنكبوتية بفضل الإهتمام البالغ والجيد الذي كانت توليه لقضية الطوارق وبهذه المناسبة لابد أن أشيد بدور الصحافيين الإلكترونيين الأمازيغ لتطوير هذا القطاع الذي أصبح الوسيلة المتاحة للتعرف على الأخبار فى أسرع وقت ممكن لأن العالم أصبح قرية صغيرة.
حــاوره :
مـاسين ن ميظـار
wwww.agharras.blogspot.com