vendredi 27 novembre 2009

شخصية تارقية محمد على الانصارى بن الطاهر

تمسك بمغربية الصحراء ورفض سياسة الاضطهاد اللذين تمارسهما حكومة مالى ضد شعبه الطوارق

محمد بلال الاخضرى

باريس - فرنسا

هو المجاهد الكبير الامير محمد على الانصارى بن الطاهر الذى شاءت الاقدار ان التقى به فى بيته المتواضع بمدينة تمارة فى سنوات التسعينات عندما كنت فى عطلة بالمغرب وحقيقة لقد تشرفت كثيرا بمعرفة هذا القائد الطوارقى الكبير الذى يعتبر من الزعماء الاقوياء الذين قلما نجدهم فى وقتنا الحاضر ومواقفه الشجاعة فيما يخص عدالة قضية الطوارق وايضا انتمائهم الى الامازيغ
كان اول سياسى وزعيم طوارقى فى منطقة تمبوكتو بعد استقلال السودان الغربى عن فرنسا واطلاق اسم مالى عليه وقيام الفرنسيين بتسليم زمام السلطة الى السود الذين سيطروا على جميع موارد البلاد الاقتصادية والسياسية وحرمان الطوارق والعرب من ابسط حقوقهم حيث تفاقمت الامور واصبح شعب تموزغا محروما ومضطهدا من قبل الدولة الجديدة التى يختلف شعبها عن الطوارق باشياء ومسميات فرضها المستعمرواراد ان تبقى موجودة خدمة لمصالحه فى المنطقة
فحمل الامير محمد على قضية الطوارق والعرب على عاتقه وطالب بحقوقهم السياسية والاقتصادية وارسل الكثير من ابناء شعبه الى ليبيا والسعودية ومصر لمتابعة دراستهم واستقبلتهم هذه الدول بصدر رحب وقدمت لهم كافة التسهيلات الممكنة وكانوا معروفين بابناء تمبوكتو وقد تمكن هذا الامير البطل والفذ من ايصال قضية الطوارق والعرب الى العديد من الزعماء العرب طالبا منهم الدعم والمساندة لهذا الشعب المقهور والمضطهد فى الصحراء الكبرى
فى سنة 1962 وبعد نشوب حرب الرمال بين المغرب والجزائر تدخلت الدولة المالية برئاسة موديبوكيتا للوساطة بين البلدين لانهاء هذا النزاع شريطة ان يتم تسليمها كافة الزعماء الطوارق المتواجدين على اراضيهم ومن بينهم الامير محمد على الانصارى الذى كان يعيش فى المغرب فى ضيافة ملكها انذاك الحسن الثانى رحمه الله
فتحقق لمالى ما كانت تتمناه فالقي القبض على الاميرمحمد على وسلم للجزائر الذى سلمته هي ايضا لمالى ليتم ايداعه السجن قضاها فيها ثلاتة عشرسنة بتهمة التمرد على النظام القائم فى مالى
وبعد خروجه من السجن رجع الى المغرب واستقر هناك وهو يناضل فى سبيل ان يحصل الطوارق والعرب فى شمال مالى على حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية
من المواقف الشجاعة التى عرفت عنه رفضه التام انضمام شعب الطوارق والعرب الى ما يسمى دولة مالى وتشبته الدائم بروابط البيعة والولاء التى كانت بين سكان تمبوكتو والملوك المغاربة
نفس هذه المواقف مازال يعبر عنها ابنه البار محمد حمادة الانصارى الذى التقيته فى العاصمة الرباط هذا الصيف بعد مشاركتى فى ملتقى دولى حيت ظل ثابتا على اراءه ونضاله الذى تعلمه من الامير محمد على الانصارى وقد جسد ذلك فى برقية التعزية التى كان قد بعث بها الى جلالة الملك محمد السادس بعد وفاة والده جلالة الملك الحسن الثانى وايضا فى برقيات التهنئة فى كل المناسبات الوطنية يؤكد فيها على الروابط المتينة والقوية للبيعة والولاء التى كانت تجمع بين سكان تمبوكتو والاسرة العلوية الحاكمة فى المغرب
علاقة الطوارق بالمملكة المغربية ضاربة جذورها فى اعماق التاريخ لاعتبارات متعددة وكثيرة تاريخية ودينية وثقافية منذ قرون مضت ستبقى عالقة فى اذهان شعب تموزغا بمالى
وقد تعرفت ايضا على العديد من الطلبة الذين يتابعون دراستهم فى الجامعات المغربية وفى تخصصات شتى مما يؤكد الاهتمام الكبير والعناية الفائقة التى يوليها المغرب ملكا وحكومة لابناء الطوارق من اجل التحصيل العلمى والاستفادة من التجربة المغربية لتمكنيهم بعد الانتهاء من الدراسة من ايجاد وظائف جد مشرفة ومناسبة كما كانت لى مناسبة التعرف على ان المغرب يتواجد به العديد من الطوارق الذين استقدمهم الامير محمد على الانصارى معه فى سنوات السبعينات الى المغرب واصبحوا يتوفرون على جميع الحقوق التى يتمتع بها اي مواطن مغربى
انه تاريخ رجل وطنى مكافح نتمنى ان يتم ثوتيقه فى الارشيف من طرف الدولة المغربية وان يتم تدريسه فى مقررات التاريخ فى كافة المدارس والجامعات المغربية وان تعطى لعائلته المكانة التى تستحقها لانه ليس من المعقول ان يضحى شخص من هذا النوع بكل ما يملك فى سبيل المغرب وتبقى اسرته منسية ولا تتلقى اي دعم من المملكة المغربية التى لو كان مسؤولوها عملوا بمشروع محمد على الانصارى لما وجد اليوم مشكل اسمه الصحراء بين المغرب والبوليساريو وصنيعتها الجزائر لان الامير الطوارقى كان يعتبر حدود الدولة المغربية ممتدة حتى تمبوكتو وكان يصر على ذلك ويشدد على ان الجزائر هي سبب كل المشاكل التى تعانى منها المنطقة الافريقية
وقد توفى الامير محمد على الانصارى فى صيف 1994 وقبره موجود بمدينة تمارة ضواحى مدينة الرباط العاصمة المغربية
صحفى وكاتب

 

blogger templates | Make Money Online