الموروث الثقافى اللامادى رافعة للتنمية المستدامة
طانطان بقلم محمد حمادة الانصارى
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه نظمت عمالة اقليم طانطان فى الفترة الممتدة من 10 الى 13 دجنبر 2009 فعاليات الدورة السادسة لموسم طانطان الثقافى والسياحى والذى اختار له المنظمون كشعار لهذه السنة الموروث الثقافى اللامادى رافعة للتنمية المستدامة
وياتى تنظيم هذا الموسم لابراز العديد من الخصائص المحلية للمنطقة والمساهمة فى الحفاظ على موروثها الثقافى وما تزخر به من تنوع وغنى طبيعى بحكم اهميتها الاستراتيجية كمعبر يربط بين الصحراء وعمقها
وقد عرفت التظاهرة تنظيم العديد من الانشطة الثقافية وسهرات فنية وسباق الجمل الذى شارك فيه 196 جملا منها 177 محلية و19 تم استقدامها من مدينة العيون حاضرة الصحراء والقلب النابض لاقاليمنا الجنوبية
وفى اليوم الاول من فعاليات موسم طانطان نظم استعراض كرنفالى شاركت فيه عدة فعاليات من مصالح خارجية ومجتمع مدنى باعتبار ان الموسم حدث ثقافى يهدف للمحافظة على التراث الشفوى اللامادى للقبائل الصحراوية بالمغرب واحياء تقاليد وعادات الاجداد ليتم نقلها الى الاجيال الصاعدة باعتبارها جزء من الهوية الوطنية ومن التعدد الثقافى وقد جابت هذه التظاهرة اهم الشوارع الرئيسية حتى تتمكن الساكنة من التعرف عن قرب من خلال اللوحات التى تجسد هذا التراث على اهم جوانب الحياة البدوية
كما تم نصب الخيام الموضوعاتية بساحة السلم والتسامح التى تتكون من 18 خيمة تجسد مختلف جوانب وتمظهرات حياة البدو الرحل بحيث ان كل خيمة تبين عادات وتقاليد قبائل الصحراء المغربية فهناك خيمة العرس وخيمة اللباس التقليدى وخيمة الالعاب الشعبية وخيمة الطبخ التقليدى الصحراوى وخيمة ايت اربعين التى كان يجتمع فيها شيوخ ووجهاء القبائل الصحراوية من اجل التشاور والتحدث فى امور الحرب والسلم واتخاد القرارات الهامة التى تهم حياة القبيلة كحل النزاعات سواء داخليا او خارجيا وعقد تحالفات مع قبائل اخرى
لقد اصبحت مدينة طانطان بفضل موسمها الثقافى والسياحى تعرف نهضة تنموية هامة فى العديد من المجالات وخاصة الميدان السياحى منذ طبعته الرابعة فحاليا يتم انجاز مركب سياحى ضخم بواد الشبيكة من طرف شركة اوراسكوم وكذلك العديد من المشاريع السياحية الواعدة بالوطية و قد تم تنظيم غداء رسمى على شرف المدعوين والذين يضمون عشرات السياح الاجانب الاسبان بمصب واد درعة ذو المنظر الجميل والخلاب حيت تمتزج جمالية الطبيعة الصحراوية بامواج المحيط الاطلسى فى ضيعة بكر على اعتبار ان الموسم رافعة للتنمية
وفى نفس اليوم قام الوفد الوزارى رفقة عامل صاحب الجلالة على اقليم طانطان والسيد كتين مونيوت سفير النوايا الحسنة باليونيسكو وعقيلته الاميرة كالينا بتراس الحفل الرسمى لفعاليات موسم طانطان 2009 والذى نظم بساحة السلم والتسامح وعرف مشاركة العديد من الجمعيات التقافية والفنية والرياضية بالمنطقة التى قدمت العديد من العروض الجميلة والرائعة التى اعجبت الجمهور الحاضر بالاضافة الى الكلمات التى القيت من طرف كل من السيد كتين مونيوت سفير النوايا الحسنة باليونيسكو والسيد عمر بوعيدة رئيس جهة كلميم السمارة والسيد سالم حميش وزير التقافة والتى اشادت بالجوانب التاريخية والمقومات الحضارية للمنطقة والمتمثلة اساسا فى طبيعة حياة الرحل بالمنطقة وبدور الانسان الصحراوى فى خلق تقافة التسامح والسلم بين الشعوب والامم والتاكيد على تجند كافة القبائل الصحرواية وراء عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب
ويوم الاثنين 14 دجنبر2009 نظم الحفل الختامى للموسم وذلك بالمدرسة الفندقية وقد تراسه عامل اقليم طانطان وحضره مجموعة من الشخصيات المدنية والعسكرية المحلية ومختلف الفعاليات الجمعوية والرياضية المشاركة فى موسم طانطان
وفى كلمة له بالمناسبة اكد السيد احمد مرغيش عامل صاحب الجلالة على اقليم طانطان على الشهرة والنجاح الكبير الذى حققه ولازال يحققه موسم طانطان بفضل الرعاية المولوية السامية مما جعله يستحق عن جدارة ان يتم ادراجه من طرف منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ضمن قائمة روائع التراث الشفهى اللامادى للاانسانية ومذكرا باهم الاسهامات المتميزة الهادفة الى التعريف بهذا التراث اللامادى الذى يمثله هذا الموسم من خلال اصدار الطبعة الاولى من كتاب موسم طانطان لمؤلفه السيد كتين سفير النوايا الحسنة لدى منظمة اليونيسكو واضاف ان تنظيم هذه الطبعة السادسة للموسم ياتى بعد احتفالات الشعب المغربى قاطبة بالذكرى الرابعة والتلاثين للمسيرة الخضراءالمظفرة التى تميزت بالخطاب الملكى السامى الذى لايزال حديث كل القبائل الصحراوية من خلال اضفاء روح متجددة على المسيرة لرفع التحديات الانية والمستقبلية فى سبيل قضيتنا الوطنية وباطلاق مخطط مندمج قائم على توجهات خمسة
ومساء نفس اليوم نظمت خيمة الشعر الحسانى والتى عرفت حضورا مكثفا من طرف ساكنة المدينة وتم الاستماع فيها الى العديد من القصائد الشعرية المتميزة التى انشدها شعراء القصائد الحسانية حيث تم فى الاخير توزيع الجوائز على الفائزين فى المسابقة الشعرية والتى تبارى فيها شعراء الحسانيين مادون 30 سنة
حقيقة ان موسم طانطان يعتبر اضافة جديدة للاقليم بحكم مايتوفر عليه من مؤهلات ثقافية وسياحية ستفتح افاقا واسعة للمنطقة الى المزيد من النماء والتقدم والاهتمام بتراثها الهش والمهدد بالاندثار
تجدر الاشارة الى موسم طانطان عرف نجاحا متميزا بفضل الاشراف المباشر لعامل صاحب الجلالة على اقليم طانطان منذ البداية حتى النهاية واستحسنته وسائل الاعلام الوطنية التى حضرت هذا الموسم ومشيدة بالمجهودات الجبارة التى يبذلها فى سبيل الارتقاء بمكانة الاقليم حتى يحظى بالدور الهام الذى يستحقه كباقى الاقاليم الجنوبية فى الصحراء المغربية