بيان صحفي
* التاريخ 20 يناير 2011
الحركة الوطنية الازوادية
أزاواد ( شمال مالي ) 2010
سنة الفوضى الأمنية , السياسية ، الاقتصادية والتغيرات المناخية
إزاء الأزمات المتتالية في منطقة أزواد و ضرورة إيجاد حلول لها ، فإن الحركة الوطنية الأزوادية (M.N.A) تعتبر الكيان الأنسب لتلبية المطالب و التطلعات السياسية للشعب الأزوادي.
إن الحركة الوطنية الأزاوادية ، التي ولدت يوم الأول من نوفمبر 2010 ، تؤكد أن شعب أزواد ، بتنوعه ، يساند و يثمن الحوار الجماعي و يوليه أذانا صاغية بغية الوصول إلى أهدافه المشروعة و استرجاع كل حقوقه التاريخية المغتصبة .
في واقع الأمر لن يكون هناك حل موضوعي و مستديم لغياب التنمية و للمشاكل الأمنية, فضلا عن إقامة مشاريع حقيقية لصالح المجتمع دون إعادة إدارة كافة القضايا للمعنيين ، أي الأزواديين ، الذين يعتبرون أول من عانى و يعاني من هذه المشاكل ، وهذا ليس من أجل مصلحة أزواد فحسب, ولكن من أجل مصلحة المجتمع الإقليمي والدولي كذالك .
إن الحركة الوطنية الازوادية ، من خلال هذا البيان, تشدد على ضرورة عودة الأزواديين إلى لعب دورهم الطبيعي فيما يخص الإدارة الشاملة لشؤونهم و إيجاد حل نهائي لمشاكل منطقتهم ، سواء السياسية او الاقتصادية أو الأمنية. و لكن نؤكد هاهنا بأن ذلك لن يتسنى إلا بتمكنهم من أرضهم و إدارتها الكاملة من قبلهم .
لقد شهدت منطقة أزواد منذ سنوات أزمة غير مسبوقة ارتبطت بآثار التغيرات المناخية و شساعة المنطقة الخارجة عن السيطرة ، التي أضحت مسرحا لعمليات الجريمة بكل أشكالها و التي تجري بالتواطؤ مع كبار مسؤولي سلطة الاحتلال لدولة مالي على هذا الإقليم.
إننا هنا ندين بشدة الخلط بين نضال شعبنا المشروع و أنشطة القاعدة في المغرب الإسلامي و ما ينجم عن ذلك من تداعيات خطيرة .
إن اختطاف الرعية الفرنسي ميشيل جيرمانو أحد الأمثلة على هذا الخلط : فقد تم في 19 أبريل 2010 اختطاف هذا الناشط الفرنسي بالنيجر ثم احتجازه في صحراء أزواد حيث تم قتله يوم 25 يوليو 2010 ، بعد ثلاثة أيام من الغارة الفرنسية-الموريتانية ضد مجموعة تابعة للقاعدة بالمغرب الإسلامي . و منذ مقتله لم تكف بعض الصحف الفرنسية عن الخلط وعدم التمييز الشامل و المتكرر بين ما يسمي بالقاعدة بالمغرب الإسلامي والثوار و قبائل كلتماجق وغيرها. فعلى سبيل المثال ، فقد نشرت الصحيفة الفرنسية لوموند يوم 27 يوليو 2010 مقالا تتهم فيه بشكل مباشر ” الشعب الطارقي بدعم إرهابيي القاعدة بالمغرب الإسلامي ، و إيوائهم في مخيماتهم و المشاركة أيضا بشكل مباشر أو غير مباشر في قتل ميشيل جيرمانو . ” و من ثم ، نجد أنفسنا ملزمين بالتطرق للحديث عن مسألة الأمن في منطقة أزاواد .
و للتوضيح ، فإن اغتيال القاعدة بالمغرب الإسلامي سيدي محمد أغ الشريف يوم 20 أوغسطس 2010 بعد اغتيال العقيد لامين ولد بو الضابط الازوادي في الأمن المالي داخل منزله بمدينة تينبكتو في يوليو 2009 ، لم يتم تناوله من طرف الإعلام المالي وكذلك وسائل الإعلام الدولية .
إن معارضة الشعب الأزوادي لأنشطة القاعدة بالمغرب الإسلامي ليس بحديث العهد إذ تجدر الإشارة هنا إلى العملية المضادة للإرهاب التي أطلقها التحالف الديمقراطي من اجل التغير سنة 2006 و التي انتهت بمقتل أبي حولة ، أحد رؤوس هذا التنظيم.
إننا نشهد قلق السكان الأزواديين لا سيما البدو منهم الذين يعتمد عيشهم على الرعي وذلك نتيجة العواقب الخطيرة على المنطقة الصحراوية إثر اختطاف خمسة رعايا فرنسيين يعملون لحساب شركة أريفا و ساتوم ( فانسي ) بالنيجر في منتصف سبتمبر 2010 ، محتجزين على الأراضي الأزوادية حسب المصادر المالية والفرنسية. ولا تنمحي عن أذهاننا الغارة التي شنها الجيش الموريتاني في سبتمبر 2010 قرب تينبكتو, في سياق هجومه ضد عناصر القاعدة، الذي أودى بحياة امرأتين و خلف العديد من الجرحى.أضف إلي ذلك قدوم وحدات من الجيش الفرنسي علي مدينة مينكا ( التي تبعد 350 كلم شرق مدينة قاو ) بعد ان شن هجوما إلى جانب القوات النيجرية ضد مجموعة تابعة للتنظيم الذي أفضى إلى مقتل الرهينتين الفرنسيين اللذين كانا قد اختطفا في نيامي في بداية شهر جانفي الجاري.
إن هذه التدخلات وقعت بعد الضوء الأخضر الذي منحه الرئيس المالي آمادو توماني توري لكل من يريد التوغل في الأراضي الأزوادية تحت ذريعة مكافحة ما يسميه بالإرهاب .
بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الأنشطة الإجرامية ذات النطاق الدولي تتم بمرأى و مسمع سلطات الاحتلال المالية و التي أصبح أزواد ضحية نتائجها المباشرة لأنها تشوه صورة كامل المنطقة و ساكنيها.
على سبيل المثال, تجدر الإشارة إلى إنزال أطنان من المخدرات من طائرة بوينغ 727 التي تم العثور على هيكلها الذي احرق في الصحراء في نوفمبر 2009 بمنطقة تاركنت في إقليم قاو. و أيضا رتل من السيارات المحملة بالمخدرات و التي يرافقها أعوان من القوات النظامية للجيش المالي, و مهربي المهاجرين غير الشرعيين كل ذلك يحدث بمرأى الجميع و القائمة طويلة. وهذه أدلة على المشاركة و التورط المباشر للحكومة المالية في كل هذه الفوضى .
و عليه يُعرض كل هذا سكان الصحراء إلى خطر غير مسبوق إلى جانب الخطر الذي عانوا منه منذ زمن طويل تحت الاحتلال المالي. و من ثم وجد هؤلاء السكان أنفسهم بين مطرقة الاحتلال وسندان المجموعات الإجرامية.
ولا تعتبرهم كل هذه الأطراف سوى فريسة سهلة للاستغلال و إلصاق التهم و التلاعب بها و القضاء عليها دون مبررات كما يشهد على ذلك الاغتيال الشنيع و الوحشي للرائد بركة اغ الشيخ و الأستاذ محمد أغ موسى بمدينة كيدال يوم 11 أبريل 2008 و جرائم لم يتم التحقيق فيها و لا مواساة أسر الضحايا . و ستحتفظ ذاكرة تاريخ أزواد بهذه الجرائم المنظمة.
كما أنه لا يعتبر سكان هذه الصحراء الشاسعة حسب البعض سوى متواطئين متعاونين مع القاعدة ، و حسب القاعدة بالمغرب الإسلامي فإنهم ليسو سوى شركاء للحكومات المركزية إذ اظهر الازواديون معارضتهم للأنشطة الإرهابية كما يشهد على ذلك تحقيق قامت به القناة التلفزيونية فرانس 24 في يناير 2008 الذي صرح فيه قائد الحركة المسلحة إبراهيم أغ باهنقا بما يلي ” ليست لنا أية اتصالات بهؤلاء الناس ، ما يقال عنا ما هو إلا حملة زور من طرف الحكومة المالية من أجل الإساءة إلى الطوارق ” و كذلك صرحت آن سانت جيرون في مقال نشر على صحيفة لوموند يوم 30 /11 / 2010 قائلة ” إن فلول الجماعة السلفية للدعوة و القتال ، الذين تقودهم شهية الربح ، أعادت تشكيل نفسها ، بفضل الظروف الجيوسياسية الخاصة بمنطقة الساحل و الصحراء ، حيث و جدوا فيها نشاطا مربحا ، و لن يكون في مقدور أحد طردهم سوى الطوارق ، و حسب رأي بعض الخبراء لا يصل عددهم إلا إلى بضع مئات يتحكمون في المنطقة ، و يجب أن تكون هنالك إرادة سياسية محلية و التي لا توجد حاليا و خاصة مع امتناع القوى الغربية التي سوف لن يؤدي تدخلها سوى إلى تعزيز صفوفهم ” .
و فيما يخص طريقة العيش ، فإن المنطقة الصحراوية تعاني من تقلبات مناخية إلى جانب تقدم مستويات التصحر التي تشكل عوائق و عراقيل للناس و لطريقة عيشهم . فلقد شهد أزواد سنة 2010 إحدى أكبر موجات الجفاف في تاريخه مما يذكر بشكل مؤلم بسنوات 1973 و 1985 . حيث ان السنة الماضية خلفت العشرات من الوفيات من بينها أطفال و نساء هلكوا بسبب العطش، إلى جانب هلاك الآلاف من رؤوس الماشية نتيجة الجدب و القحط والأمراض المجهولة في صفوف الحيوانات.
ووجدت العديد من العائلات نفسها في عوز شديد دون أية نجدة , ولم يعد لها أية موارد يمكن الاعتماد عليها ، وأجبر العديد منها على الهجرة . ثم إنه لمواجهة هذه الأزمة الهائلة ، لم يلاحظ سكان أزواد سوى غياب اهتمام و اللامبالاة الواضحة من طرف سلطات الاحتلال المالية إزاء نكباتهم.
إن تزايد مظاهر اللامساواة والفقر ومحاولات طمس الهوية ، كذالك مناخ العنف والشكوك المعممة ضد شعب أزواد, كل ذلك يشكل الطابع المميز لدولة مالي .
إن الأزواديين قلقون من عدم أخذ هذه المشاكل في الحسبان وبدءوا يتساءلون حول دور منظمات حقوق الإنسان ، ووسائل الإعلام وكذلك حول سبب صمت المجتمع الدولي إزاء مخاطر اختفاء شعب .
وبعد كل ما ذكر فإن الحركة الوطنية الأزوادية تعلن :
· أنها تدين بشكل مطلق كل أشكال الإرهاب سواء تعلق الأمر بإرهاب الأفراد أو الدولة ، كما تدين إجراء تبادلات و صفقات خطف الرهائن, التي جعلت منها مالي انطلاقا من منطقة أزواد, وسيلة لتمويل حكومتها في الوقت الذي لا يجني فيه الأزواديون سوى تشويه صورة أرضهم .
· أنها تدين كل تدخل أجنبي أيا كانت طبيعته على الأراضي الأزوادية, والذي لا يجلب سوى المزيد من الصراعات ويشجع الأنشطة الإرهابية التي لا يحصد نتائجها السيئة سوى الأزواديين .
· أنه على أرض أزواد لا شيء أغلى من نفس مواطن أزوادي ، وأن الأزواديين يرفضون أن تكون أرواحهم ثمن أي شيء كان باستثناء قضيتهم, لأنهم ليسوا سبب أذى أيا كان ويعبرون في الوقت ذاته عن تعاطفهم مع كل هؤلاء الذين فقدوا ذويهم نتيجة الأعمال الإرهابية أو الحربية.
· أنها تطلق نداءا رسميا إلى المجتمع الدولي لكي يتدخل مع الأخذ بعين الاعتباراحترام رؤية الأزواديين من أجل التوصل إلى حل نهائي لهذه القضية التي لم تتم تسويتها إلى يومنا هذا ، من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في هذه المنطقة, الأمر الذي يصب في صالح الجميع.
· أنه لكي يتم الحصول على ضمان مؤكد للسلام و الاستقرار في المنطقة ، سيكون من الضروري بل مما لا بديل عنه أن يعترف المجتمع الدولي بحق تقرير المصير للشعب الأزوادي.
أوغسطن أغ أحمد
مسؤول الاتصــال
70225491 223+