lundi 13 octobre 2008

لقاء بأكادير لحسم خلافات الكونكريس الأمازيغي



اكادير : عن جريدة هيسبريس الالكترونية


ستعقد مجموعة من الفعاليات الأمازيغية بأكادير يوم السبت 11 أكتوبر الحالي لقاء في ضيافة تنسيقية تمونت إفوس من أجل حل الخلاف القائم حول مكان انعقاد المؤتمر، ومن المنتظر أن يحضره عدد كبير من الجمعيات والمنظمات الأمازيغية بالمغرب وخارجه.
ومايزال الاختلاف سيد الموقف بين فرقاء القضية الأمازيغية بكل من المغرب والجزائر بشأن تنظيم المؤتمر الخامس للمنظمة الدولية الأمازيغية التي تأسست منذ 13 سنة خلت. أما المشهد فيعرف تحركات ميدانية لجميع الأطراف وكل طرف في اتجاه الوجهة التي اختار الاصطفاف إلى جانبها، وهكذا فإنه من المرجح جدا - في ظل الوضع الحالي- أن ينعقد مؤتمران اثنان لهذه المنظمة وتسفر عنهما قيادتان واحدة بمكناس المغربية والأخرى بتيزي وزو الجزائرية، ومن المحتمل أيضا أن يتدخل القضاء لاحقا للحسم في مدى شرعية كل مؤتمر على حدة والهياكل القيادية المتمخضة عنه.
وفي خضم الاستعدادات لعقد المؤتمر الخامس لدى كلتا الجهتين المقاتلتين بشأنه، غابت عن هذا المشهد -الذي يكاد يكون مألوفا بين النشطاء الأمازيغ في السنين الأخيرة- الأصوات المعبرة عن خط ثالث مختلف عن الخطين الأول والثاني. وإذا ما أتيحت الفرصة لهذا الصوت الثالث لكي يعبر، فماذا عساه كان يقول ؟
بإمكان هذا الخط الثالث أن يقول بأن منظمة الكونكريس العالمي الأمازيغي ينبغي أن تكون في منأى عن كل الصراعات والمناورات التي ألفها النشطاء الأمازيغ في جمعياتهم الصغيرة، ويتوجب أن تكون بمعزل عن كل الطروحات الإيديولوجية والمناطحات الصغيرة التي تحفل بها الساحة الأمازيغية بين حين وآخر.
بإمكان هذا الخط الثالث- خط عدم الانحياز لأي طرف- أن يقول بأنه سواء انعقد المؤتمر بتيزي وزو أو بمكناس، وبالرغم من البعد الأمازيغي لهاتين الحاضرتين المغاربيتين، وبالرغم من احتضان كل مدينة على حدة لرموز وفعاليات ورجالات القضية الأمازيغية بشمال إفريقيا...فإنه لا يجب أن ننسى أن الأنظمة الحاكمة بهذين البلدين لا تعترف بحقوق الشعب الأمازيغي في شموليتها وعموميتها. ففي المغرب، وبالرغم من الإرادة الرسمية المعبر عنها منذ 2001 بخصوص طي الملف الأمازيغي، فإن جيوب مقاومة التغيير المتفرعة عن اللوبيات العروبية والمتغلغلة في جميع أجهزة الدولة قد أقبرت كل المنجزات النسبية المحققة للمصالحة مع الأمازيغية: القضاء النهائي على تدريس الأمازيغية بحلول 2008، عدم إحداث القناة الأمازيغية، عدم ترسيم الأمازيغية، الزج بالمناضلين الأمازيغ في السجون ومحاكمة آخرين والتضييق على آخرين بشتى الطرق، منع الأسماء الأمازيغية، الزج بالمناطق والجهات الأمازيغية في براثين التخلف والأمية والجهل، حظر الحزب الأمازيغي الوحيد...


وبعيدا عن كل هذه المواقف وغيرها، بإمكان حاملي هذا الخط الثالث أن يبادروا ويعملوا أكثر من الآخرين للتقريب بين الإخوة الأعداء ومعالجة القضايا الخلافية العالقة بينهم لما فيه صالح القضية الأمازيغية ككل، وإنقاذ منظمة الكونكريس العالمي الأمازيغي من الإجهاز المحدق بها. بدل الركون إلى البيانات المغرضة والتصريحات التي تقنبل الوضع وتزيد من تفاقمه، وبالتالي تعليق الاستجابة لحقوق الشعب

الأمازيغي حتى إشعار آخر .

*رشيد نجيب

 

blogger templates | Make Money Online