الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في أشغال المؤتمر الإفريقي الأول حول التنمية البشرية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسـول الله وعلى آله وصحبه
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
يطيب لنا أن نتوجه للمشاركين في المؤتمر الإفريقي الأول حول التنمية البشرية بإفريقيا، الذي نعتبره محطة هامة على درب توطيد روابط التضامن وترسيخ جسور الحوار وقواعد العمل المشترك لتحقيق التنمية المستدامة بقارتنا، التي نعتز بالانتماء إليها.ويشكل هذا الملتقى، مناسبة لتدارس الأوضاع التنموية البشرية في إفريقيا وتشخيص معوقاتها الحقيقية، واستخلاص العبر من التجارب السابقة.وإذا كان هناك عدد من الدول الإفريقية الشقيقة قد أحرزت تقدما في هذا المجال الحيوي، فإن التقرير الأخير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أظهر أن ثلثي الأقطار الإفريقية تصنف في مؤخرة الترتيب من حيث مؤشرات التنمية البشرية، في ظل تفاقم مظاهر التخلف، والأوبئة والكوارث الطبيعية، والانعكاسات المدمرة للحروب الأهلية، والتوترات الجهوية المستنفدة للطاقات التي ما أحوجنا لاستثمارها في التنمية، بدل استنزافها في نزاعات عفى عليها الزمن.ومن هذا المنظور، تبرز الأهمية التاريخية لمؤتمركم، كإطار جماعي تشاركي، لبلورة الأهداف الإنمائية الكبرى للألفية، في أفق استحقاق 2015، ضمن استراتيجية متكاملة لتنمية بشرية، تضع الإنسان الإفريقي في صلب مساراتها، لدعم ركائز النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بما يتناسب مع قدراتها البشرية ومواردها الطبيعية، التي تزخر بها إفريقيا.فنحن كأفارقة مطالبون بالاعتماد على أنفسنا، وتسخير كل الوسائل المتاحة لدينا من أجل التوظيف الأمثل لهذه الطاقات، واعتماد سياسات وطنية ناجعة، ترتكز على تحقيق تنمية مندمجة وشاملة، تمر حتما عبر إرساء دعائم الاستقرار والأمن والسلم وترسيخ الديمقراطية والنهوض بحقوق الإنسان، ونهج الحكامة الجيدة، واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وتماسك نسيجها الوطني، وتسوية النزاعات بالطرق السلمية والتوافقية، القائمة على مراعاة حسن الجوار والأخوة الصادقة.
أصحاب المعالي،
حضرات السيدات والسادة،
إن التنمية البشرية، التي أصبحت تتصدر أولويات المجتمع الدولي، منذ قمة الألفية سنة 2000، تعتبر الأداة الناجعة لإشراك مجموع ساكنة القارة من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي لبلدانها. وهو ما يقتضي وضع خطط وبرامج تنموية خاصة، تعتمد على واقعية إمكاناتها ومواردها الذاتية، تستهدف ميادين التربية والصحة والمحافظة على البيئة، ومحاربة الفقر والإقصاء. وكل ذلك فـي إطار رؤية وطنية معززة بروح التضامن، المتأصل في تقاليدنا الإفريقية، والالتزام القوي بأهدافنا المشتركة، ضمن آليات التعاون جنوب - جنوب، التي تفتح آفاقا واعدة أمام بلداننا الإفريقية في زمن التكتلات الاقتصادية، التي تفرضها إكراهات العولمة.ومن هنا، جعلنا تطوير التعاون جنوب - جنوب على رأس أولويات سياستنا الخارجية، وخاصة في إفريقيا، بإعطائه مضمونا فعليا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. ولذلك حرصنا، من خلال الزيارات المتوالية التي قمنا بها إلى عدد من الدول الإفريقية الشقيقة، على إضفاء دينامية جديدة على علاقات التعاون، القائمـة بينها وبين المغرب، مركزين على ترسيخ سياسة القرب والتضامن التي ننهجهـا على المستوى الوطني.
وإننا لمرتاحون للنتائج الإيجابية، والمشاريع المحققة في مجال برامج التنمية البشرية، وفق هذه المقاربة التشاركية، التي تفسح المجال لتقاسم التجارب والخبرات مع أشقائنا في إفريقيا.أصحاب المعالي،
حضرات السيدات والسادة،
لقد أقدمنا في المغرب على إطلاق مبادرة وطنية للتنمية البشرية، في إطار مشروعنا المجتمعي الديمقراطي التنموي الحداثي، مكنتنا من تكريس ثقافة مغربية ترتكز على مبادئ وقيم التضامن والمشاركة والقرب، والتخطيط والتعاقد في تنفيذ برامج مندمجة وطموحة.وقد حظيت هذه المبادرة بتعبئة شاملة وانخراط كافة القوى الحية وفعاليات المجتمع المدني، بروح من المواطنة الفاعلة، مما جعل أوراشها مفتوحة للإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية بما يؤمن التماسك الاجتماعي، وتقليص الفوارق الجهوية، والتصدي للعجز الاجتماعي الذي تعرفه الأحياء الحضرية الفقيرة، والجماعات القروية الأشد خصاصة، بتوسيع نطاق استفادتها من المرافق والخدمات والتجهيزات الاجتماعية الأساسية. فضلا عن توفير الشغل، وإدماج ذوي الحاجيات الخاصة.وإن المملكة المغربية، التي ظلت على الدوام أرضا للقاء والحوار، وملتقى لتجسيد التعاون بين البلدان الإفريقية، في برامج طموحة وواعدة، لن تدخر أي جهد لتفعيل توصيات مؤتمركم، وفاء منها للروابط العريقة التي تشدها إلى محيطها الإفريقي، وتجاوبا مع آمال شعوب قارتنا وتطلعاتها المشروعة للمواطنة الكاملة.
ومن ثم، يعد هذا المؤتمر حدثا بالغ الأهمية، لأنه يجسد إرادتنا الجماعية في إعطاء دفعة قوية لتعاوننا الإقليمي، لتحقيق التنمية البشرية المنشودة. كما يشكل مناسبة لشركائنا في المنتظم الدولي، وبلدان الشمال خاصة، لتجديد تعهداتهم، وتسريع تنفيذ الاختيارات الاستراتيجية لبلوغ أهداف التنمية للألفية في إفريقيا، وإيجاد حلول ناجعة لمعضلة الهجرة، تكفل الكرامة والتقدم المشترك، والأمن الشامل للجميع.ولنا اليقين بأن النتائج الإيجابية التي سيتمخض عنها مؤتمركم، تعد فـي حد ذاتها، مساهمة مشرفة، لبناء مستقبل مشرق يتيح لأجيالنا الإفريقية فرص العيش الكريم في استقرار ورخاء، من أجل جعل إفريقيا قارة الأمل والمستقبل في القرن الحادي والعشرين.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
يطيب لنا أن نتوجه للمشاركين في المؤتمر الإفريقي الأول حول التنمية البشرية بإفريقيا، الذي نعتبره محطة هامة على درب توطيد روابط التضامن وترسيخ جسور الحوار وقواعد العمل المشترك لتحقيق التنمية المستدامة بقارتنا، التي نعتز بالانتماء إليها.ويشكل هذا الملتقى، مناسبة لتدارس الأوضاع التنموية البشرية في إفريقيا وتشخيص معوقاتها الحقيقية، واستخلاص العبر من التجارب السابقة.وإذا كان هناك عدد من الدول الإفريقية الشقيقة قد أحرزت تقدما في هذا المجال الحيوي، فإن التقرير الأخير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أظهر أن ثلثي الأقطار الإفريقية تصنف في مؤخرة الترتيب من حيث مؤشرات التنمية البشرية، في ظل تفاقم مظاهر التخلف، والأوبئة والكوارث الطبيعية، والانعكاسات المدمرة للحروب الأهلية، والتوترات الجهوية المستنفدة للطاقات التي ما أحوجنا لاستثمارها في التنمية، بدل استنزافها في نزاعات عفى عليها الزمن.ومن هذا المنظور، تبرز الأهمية التاريخية لمؤتمركم، كإطار جماعي تشاركي، لبلورة الأهداف الإنمائية الكبرى للألفية، في أفق استحقاق 2015، ضمن استراتيجية متكاملة لتنمية بشرية، تضع الإنسان الإفريقي في صلب مساراتها، لدعم ركائز النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بما يتناسب مع قدراتها البشرية ومواردها الطبيعية، التي تزخر بها إفريقيا.فنحن كأفارقة مطالبون بالاعتماد على أنفسنا، وتسخير كل الوسائل المتاحة لدينا من أجل التوظيف الأمثل لهذه الطاقات، واعتماد سياسات وطنية ناجعة، ترتكز على تحقيق تنمية مندمجة وشاملة، تمر حتما عبر إرساء دعائم الاستقرار والأمن والسلم وترسيخ الديمقراطية والنهوض بحقوق الإنسان، ونهج الحكامة الجيدة، واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وتماسك نسيجها الوطني، وتسوية النزاعات بالطرق السلمية والتوافقية، القائمة على مراعاة حسن الجوار والأخوة الصادقة.
أصحاب المعالي،
حضرات السيدات والسادة،
إن التنمية البشرية، التي أصبحت تتصدر أولويات المجتمع الدولي، منذ قمة الألفية سنة 2000، تعتبر الأداة الناجعة لإشراك مجموع ساكنة القارة من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي لبلدانها. وهو ما يقتضي وضع خطط وبرامج تنموية خاصة، تعتمد على واقعية إمكاناتها ومواردها الذاتية، تستهدف ميادين التربية والصحة والمحافظة على البيئة، ومحاربة الفقر والإقصاء. وكل ذلك فـي إطار رؤية وطنية معززة بروح التضامن، المتأصل في تقاليدنا الإفريقية، والالتزام القوي بأهدافنا المشتركة، ضمن آليات التعاون جنوب - جنوب، التي تفتح آفاقا واعدة أمام بلداننا الإفريقية في زمن التكتلات الاقتصادية، التي تفرضها إكراهات العولمة.ومن هنا، جعلنا تطوير التعاون جنوب - جنوب على رأس أولويات سياستنا الخارجية، وخاصة في إفريقيا، بإعطائه مضمونا فعليا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. ولذلك حرصنا، من خلال الزيارات المتوالية التي قمنا بها إلى عدد من الدول الإفريقية الشقيقة، على إضفاء دينامية جديدة على علاقات التعاون، القائمـة بينها وبين المغرب، مركزين على ترسيخ سياسة القرب والتضامن التي ننهجهـا على المستوى الوطني.
وإننا لمرتاحون للنتائج الإيجابية، والمشاريع المحققة في مجال برامج التنمية البشرية، وفق هذه المقاربة التشاركية، التي تفسح المجال لتقاسم التجارب والخبرات مع أشقائنا في إفريقيا.أصحاب المعالي،
حضرات السيدات والسادة،
لقد أقدمنا في المغرب على إطلاق مبادرة وطنية للتنمية البشرية، في إطار مشروعنا المجتمعي الديمقراطي التنموي الحداثي، مكنتنا من تكريس ثقافة مغربية ترتكز على مبادئ وقيم التضامن والمشاركة والقرب، والتخطيط والتعاقد في تنفيذ برامج مندمجة وطموحة.وقد حظيت هذه المبادرة بتعبئة شاملة وانخراط كافة القوى الحية وفعاليات المجتمع المدني، بروح من المواطنة الفاعلة، مما جعل أوراشها مفتوحة للإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية بما يؤمن التماسك الاجتماعي، وتقليص الفوارق الجهوية، والتصدي للعجز الاجتماعي الذي تعرفه الأحياء الحضرية الفقيرة، والجماعات القروية الأشد خصاصة، بتوسيع نطاق استفادتها من المرافق والخدمات والتجهيزات الاجتماعية الأساسية. فضلا عن توفير الشغل، وإدماج ذوي الحاجيات الخاصة.وإن المملكة المغربية، التي ظلت على الدوام أرضا للقاء والحوار، وملتقى لتجسيد التعاون بين البلدان الإفريقية، في برامج طموحة وواعدة، لن تدخر أي جهد لتفعيل توصيات مؤتمركم، وفاء منها للروابط العريقة التي تشدها إلى محيطها الإفريقي، وتجاوبا مع آمال شعوب قارتنا وتطلعاتها المشروعة للمواطنة الكاملة.
ومن ثم، يعد هذا المؤتمر حدثا بالغ الأهمية، لأنه يجسد إرادتنا الجماعية في إعطاء دفعة قوية لتعاوننا الإقليمي، لتحقيق التنمية البشرية المنشودة. كما يشكل مناسبة لشركائنا في المنتظم الدولي، وبلدان الشمال خاصة، لتجديد تعهداتهم، وتسريع تنفيذ الاختيارات الاستراتيجية لبلوغ أهداف التنمية للألفية في إفريقيا، وإيجاد حلول ناجعة لمعضلة الهجرة، تكفل الكرامة والتقدم المشترك، والأمن الشامل للجميع.ولنا اليقين بأن النتائج الإيجابية التي سيتمخض عنها مؤتمركم، تعد فـي حد ذاتها، مساهمة مشرفة، لبناء مستقبل مشرق يتيح لأجيالنا الإفريقية فرص العيش الكريم في استقرار ورخاء، من أجل جعل إفريقيا قارة الأمل والمستقبل في القرن الحادي والعشرين.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته