يجد الباحثون صعوبة عند الغوص في أعماق الطوارق لمعرفتهم واكتشاف طبيعتهم وكيفية تكوين قواهم وتفاعلهم مع الأماكن التي يعيشون فيها... وذلك لقلة احتكاكهم بالمجتمعات الأخرى.
ا
طارقي يستخرج الماء من البئر لماشيته |
لذا تجد أن توزيعهم أو مطاردتهم عند مختلف الحدود لم يحولا دون بقائهم مميزين ثقافياً ومتكيفين مع المكان، ما يتعب الباحث الذي يريد معرفة أماكنهم وعددهم.
هنالك جزء من قبيلة الطوارق موجود على الحدود في دول عدة بين مالي الشمالية الغربية وموريتانيا إلى حدود السودان، مروراً بشمال مالي وشمال النيجر وشمال تشاد وجنوب غربي ليبيا وجنوب شرق الجزائر... كما توجد مجتمعات منهم في بوركينا فاسو ونيجيريا.
وغالباً ما يوجد الطوارق في حال تحركهم وتجمعهم وسط الصحراء الكبرى متخذين من الواحات التي تشق جبار التاسيلي والهقار، وآير وأضغاغ... ويعيش الجزء الأكبر منهم في السهول والمراعي التي تسمى بلغة الطوراق «أزواد» وهي منطقة ممتدة من أعالي نهر السنغال غرباً إلى بحيرة تشاد شرقاً... ومن أطراف المناطق الرملية إلى غابات السافانا جنوباً.
إن الطوارق نزحوا من الشمال إلى الجنوب بدافع البقاء وهروباً من الجيوش التي كانت تهاجمهم مثل الرومان والوندال والبرتغال والأسبان والفرنسيين... وفي زمن السلم تحركوا مندفعين إلى عمق أفريقيا لنشر الإسلام... بهدف الاستيلاء على الممالك والسيطرة عل