إستبدل موسيقيو فرقة "تيناريوين" الكلاشينكوف بآلة الغيتار وصبوا اهتمامهم على الموسيقى بعدما وقعت حكومتا مالي ونيجيريا معاهدة سلام مع قبائل الطوارق
تأتي كلمة "تيناريوين" من اللغة الطوارقية، لغة تماشك، وهي تعني "صحارى". ونلاحظ أن صورة الصحراء تنعكس في الكثير من أغاني الفرقة تنساب ألحان طوارقية قديمة ساحرة مع أنغام موسيقى الروك من الغيتار الكهربائي. يغنون للحياة والمنفى وثورة شعبهم في الصحراء: تأسست فرقة التيناريوين - "روك الصحراء" - في ظل حركة الطوارق الثورية في أوائل الثمانينات – في مخيم عسكري في الصحراء الليبية.
ومنذ التوقيع على معاهدة السلام مع حكومتي مالي (في عام 1992) ونيجيريا (في عام 1995) استبدل مقاتلو الطوارق أسلحتهم بالغيتار نهائياً. فهم بذلك يواصلون ثورتهم وكفاحهم من أجل حرية الطوارق من خلال الموسيقى ويلفتون الأنظار إلى مطالب شعبهم.
تأتي كلمة "تيناريوين" من اللغة الطوارقية، لغة تماشك، وهي جمع كلمة تنيري والتي تعني الصحراء، إذن "تيناريوين" تعني "صحارى".
الصحراء أرضنا وهي وطننا الذي اخترناه ونعرفه تمام المعرفة. الصحراء تعني أيضاً الحرية والهوية والإلهام - مساحات لا تنتهي وهدوء لا يشوبه شائب تحت سماء الصحراء. هناك نشعر بأننا في بيتنا ووطننا.
"تيناريوين" هم من الطوارق الجدد الذين أجبروا في منتصف السبعينات إلى الرحيل عن مالي لأسباب سياسية واقتصادية – كغيرهم من الطوارق. أول من اكتشف الغيتار – وهم الآن الأكبر سناً بيننا – كانوا في الجزائر آنذاك. حملوا غيتاراً في يدهم لأول مرة في الجزائر في عام 1978 وبدأوا بالعزف والغناء حول المنفى وعن الطوارق.
على حد قول عبد الله آغ الحسيني فإن فرقة تيناريوين"ولدت في ظل الكفاح". لكنه يفضل اليوم أن يرى نفسه في خانة الفن والحضارة. اتحد ثوار الطوارق في عام 1981 وأقاموا في مخيم عسكري في ليبيا. كافحوا من أجل حرية شعبهم وغنوا للمقاومة. هذه كانت وثيقة ميلاد "تيناريوين": مع ابراهيم آغ الحبيب – ما زال قائد الفرقة حتى اليوم – وحسن توهامي وانتيادين آغ أبليلين – عضو مؤسس. التحقت بهم في عام 1986 وأنهيت في المخيم تدريباتي العسكرية.
اندلعت ثورة الطوارق في شمال مالي ونيجيريا في عام 1990 وشاركنا فيها. وتم توقيع معاهدة سلام بين فصائل الطوارق ومالي والنيجر بعد عدة سنوات من ذاك التاريخ. لم نرد الالتحاق بالجيش المالي وانسحبنا من الكفاح المسلح ونذرنا أنفسنا للموسيقى.
ما انفكت موسيقانا تلعب دوراً جوهرياً في الكفاح ضد اضطهاد شعبنا، فالموسيقى هي أكثر الأساليب تأثيراً وأسهلها لكسب تعاطف الناس ولفت الأنظار إلى موضوع ما وإعطائهم الأمل أيضاً، لذلك نحمل غيتارنا معنا دائماً أينما ذهبنا.
لكل فصيلة مقاومة في العالم فرقتها الموسيقية المؤلفة من أعضاء هم في نفس الوقت موسيقيون ومقاومون. بالامكان لعب دورين: دور المقاتل العسكري، إذ أنهم مدربون عسكرياً ويجيدون أيضاً فنون القتال، وفي نفس الوقت يتمتعون بروح فنية ليست أقل أهمية لأنها تستطيع التعبير عن الكثير. كان علينا المشاركة في تلك الثورة، ولكننا في نفس الوقت احتفظنا بحريتنا في العزف والتأليف الموسيقي، لقد كنا فنانين محاربين.
ولدت فرقة "تيناريوين" في ظل الكفاح، لذلك لا تُزعجني هذه الصفة. أفضل اليوم أن أرى نفسي في خانة الفن والحضارة. أفضل أن أتجه في هذا الطريق على أن اسلك طريق السلاح والجيش، لأني أؤمن أن الفن أهم من الكفاح المسلح، فنحن نهدف إلى نشر رسالتنا عن طريق الموسيقى.
نناشد مجتمع الطوارق بالتركيز على الحياة اليوم ونقول لهم إن عليهم الذهاب إلى المدرسة والمشاركة في السياسة وبناء اقتصادهم وتجارتهم والسعي إلى تطوير أنفسهم، إذ أنه من الصعب اليوم على الطوارق العيش فقط وفقاً لأساليب الحياة البدوية.
من التسميات الجارية لموسيقى تيناريوين "روك الصحراء". أما أعضاء الفرقة فيفضلون تسمية موسيقاهم ب"الأسوف" وتعني الشوق والحنين إلى الماضي.
لأفرق بين مجتمعات الطوارق، فبالنسبة لي هناك شعب طوارق واحد. لذا أتحدث عن وضع الطوارق بشكل عام، سواء كانوا في مالي أو في نيجيريا أو الجزائر أو ليبيا أو في موريتانيا. الطوارق شعب مهدد حضارياً لأنهم بدو يشكلون أقلية في جميع تلك البلدان.
ديننا هو الإسلام، إلا أننا شعب يختلف عن مجتمع الأغلبية، فعلى سبيل المثال، فإن الاحتياجات الثقافية للطوارق وعقليتهم في مالي تختلف عن احتياجات بقية الشعب المالي. نحن نعيش في الصحراء ونتكلم لغتنا الخاصة واقتصادنا يقوم على رعاية الماشية وتربيتها. ومن يعيش بشكل مختلف عن مجتمع الأغلبية يكون مهدداً على الدوام.
.
هل علي الغناء باللغة الانكليزية أو الفرنسية لأنها لغة معروفة وأهمل لغتي؟ نغني بلغة تماشك لأنها لغتنا!
الموسيقى التي نعزفها بــ "الأسوف" وتعني الشوق والحنين إلى الماضي.
نطلق على موسيقانا هذا الاسم لنتفادى ان يتم وصفها بـبلوز أو روك أو روك أند رول وغيرها. ابتكرنا هذا النوع الجديد من الموسيقى لأن أي شعب بدوي يحتاج دائماً أشياء جديدة وحديثة. دون هذا التجديد يبقى ذاك الشعب منسيا في الصحراء. نحتاج إلى تحديث لنتقدم. لذلك فنحن نحافظ على تراثنا من خلال التحديث.
أردنا إحضار شيء جديد لا يوجد ما يماثله في الصحراء. إلا أننا لم نرد أن نتبنى ما هو غربي، بل ابتكار شيء خاص بنا، لأن ثقافة الغيتار هي الروك. لم نكن نريد عزف مجرد موسيقى روك. كان الغيتار وسيلة لتطوير موسيقانا التقليدية.
إننا جميعاً عازفو غيتار ومغنون وشعراء ومؤلفون موسيقيون. كل منا يسمع موسيقى مختلفة ويفضل نوعاً مختلفاً، منا من يحب موسيقى البلوز أو الموسيقى العربية
أو الروك، وكل منا يؤلف حسب ذوقه وأسلوبه وحساسيته وميوله. أستعمل مثلاً الكثير من موسيقى الكاونتري ولكني في نفس الوقت مخلص لموسيقانا التقليدية، وهكذا ينشأ هذا الخليط في موسيقانا.
lundi 1 septembre 2008
فرقة "تيناريوين" الطوارقية:
Publié par منظمة شباب الطوارق من اجل العدالة والتنمية
Libellés : عبد الله آغ الحسيني