تناقلت مراكز أمريكية مـُتخصصة في تحليل مضامين المواقع الإلكترونية الأصولية صورا لبعض محتجزي تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وقد أعلن هذا الأخير يوم الأربعاء مسؤوليته عن اختطاف سائحيـْن سويسريين على الحدود بين النيجر ومالي يوم 22 يناير الماضي، في تسجيل صوتي بثته قناة الجزيرة الفضائية مؤخرا.واختُطف في المجموع أربعة سياح غربيين في هذا الحادث، الذي سبقته عملية مُماثلة اختـَطف خلالها دبلوماسيان كنديان في نفس المنطقة في شهر ديسمبر 2008.
وأعلنت شركة "إنتيلسانتير" (IntelCenter) الأمريكية، المتخصصة في متابعة وتحليل المواقع الأصولية، أنها تتوقع أن يُنشر قريبا شريط فيديو يـُظهر الرهائـن. فإلى جانب السائحيـْن السويسريين، يحتجز الخاطفون سيدة ألمانية في عقدها السابع ومواطنا بريطانيا.
وعلى الصور التي التُقطت في منظر طبيعي صحراوي، تم تشويش وجه السيدتين المُختطفتين، بينما لم يُـمسّ وجها الرجـليـْن. لكن بدا في خلفية الصورة رجال مُسلحون.
سويسرا تطالب بإفراج غير مشروطوقد أعلنت وزارة الخارجية السويسرية مساء الأربعاء 18 فبراير الجاري، خلال لقاء مقتضب مع الصحافة في العاصمة الفدرالية برن، أنها تقوم بتحليل الوثيقة الصوتية التي بثتها قناة الجزيرة القطرية، والتي يعلن فيها تنظيم القاعدة مسؤوليته عن اختطاف السياح الأربعة في المنطقة الحدودية بين النيجر ومالي، والذين كانوا في طريقة عودتهم من مهرجان ثقافة الرُّحل في مدينة أنديرامبوكان المالية. ولم يطالب المختطفون (لحد إعداد هذا التقرير) بأي فدية.
وأعربت برن عن التزامها من أجل "تحرير سريع وغير مشروط" للرهائن. وصرح ماركوس بورلين، رئيس القسم المكلف بالسويسريين في الخارج بوزارة الخارجية: "لقد علمنا بالخبر الذي بثته الجزيرة ونحن بصدد تحليله"، مضيفا أن وزارة الخارجية، والمكتب الفدرالي للشرطة "fedpol"، وجهاز المخابرات التابع لوزارة الدفاع وحماية السكان والرياضة، وسلطات الكانتونات المعنية، تتعامل مع حادث الاختطاف هذا "باعتباره أولوية عالية جدا".
ممنوع توجيه أي سؤال!ولم ترغب وزارة الخارجية السويسرية في تقديم المزيد من المعلومات، مُبررة ذلك بحماية أسر المحتجزين والمصالح السويسرية، بحيث لم يُسمح لحوالي العشرين صحفيا الذين حضروا اللقاء في برن بطرح أي سؤال.
وكان فرع تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا قد أعلن عن اختطاف السياح الأوروبيين الأربعة في وثيقة صوتية بثتها قناة الجزيرة الفضائية ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء (17 و18 فبراير الجاري). وأكد الفرع أنه اختطف أيضا دبلوماسييـْن كنديين في منتصف شهر ديسمبر الماضي في النيجر شمال العاصمة نيامي، وهما روبيرت فاولر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في النيجر، وزميله لويس غي. وكانا قد اختفيا رفقة سائقهما النيجيري في منطقة تيلابيري، الواقعة على بعد أربعين كيلومترا غرب العاصمة نيامي.
مـطلـَب المختطفينونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم قاعدة المغرب الإسلامي، صلاح أبو محمد، قوله إن الفرع سعيد بإبلاغ الأمة الإسلامية بـ "نجاح المجاهدين في تحقيق عمليتيـْن نوعيتيـْن في النيجر"، مضيفا أن المجاهدين "يحتفظون بحق إدارة حالة الرهائن الستة وفقا لما يقتضيه الشرع الإسلامي".
وكان مصدر مالي قريب من الملف قد أشار مساء الأربعاء غلى أن القاعدة تشترط تحرير اثنين من "عناصرها" المعتقلين "في أحد بلدان الساحل" الإفريقي لإطلاق الدبلوماسيـيْن.
وإذا ما تأكدت مسؤولية ما يُسمى بقاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي عن اختطاف الغربيين الستة، فإن الحادث سيكون بمثابة العملية الأولى للشبكة التي تتبع أفكار وتوجهات أسامة بن لادن في النيجر.
ويذكر أن كلا من النيجر ومالي، وهما الدولتان الواقعتان جنوب الصحراء الكبرى والأكثر تضررا من مشاكل انعدام الأمن الشائكة، يحاولان توحيد جهودهما من خلال القيام بدوريات مراقبة مشتركة على الحدود بين البلدين.
سويس انفو مع الوكالات