حقا ان المعطيات تشير الى ان المنطقة قابلة على احداث خطيرة قد لاتحمد عقباها ونخشى ان يكون ذلك بعد فوات الاوان, مالم يعمل المفكرين والسياسيين والمهتمين ممن لهم دراية بأدق تفاصيل المنطقة وسكانها , بعيدا عن المتحفزين المتاهبين دوما للقفز السريع للانقضاض على الغنائم والارباح الوفيرة وارضاء الحكام وتضليلهم وهم الخبرا المهرة والسباقون لذلك على حساب قضايا استراتيجية في غاية الحساسية والخطورة , وتقديم دراساتهم ومقترحاتهم بناء على ما بانفسهم من مآرب واغراض وبكل اسف . نكرر الاسف لان الطوارق لا احد في هذا العالم يعرفهم حق المعرفة, وان عرفهم البعض فان معرفتهم لاتتجاوز ماقيل او كتب من الاخرين عنهم , فعلا نستطيع ان نقول بان الطوارق شعب خارج الزمن ومحنته جهل العالم به . ان الطارقي لايريد فى هذا العالم شيئا سوى الحرية بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى , وان حبه للحرية هو الذى دفع به الى اعماق الصحراء الاف السنين . وان الطارقي هو الذى دافع عن الحرية بشراسة خلال سنوات الغزو الاستعمارى لافريقيا, وتحول حجر عثرة امام كل محاولات الاستعمار لاستطلاع افريقيا لمدة تجاوزت القرن . وعندما طلب الاستعمار تاسيس دولة لهم فى الصحراء , وقفوا وقفة رجل واحد ورفضوا ذلك بقوة , وفي كل مكان . وبعد رحيل الاستعمار وتقسيم اراضي وجدوا انفسهم مواطنين رعايا لدول لم يسمعوا بها حتى جاءت لجباية الضرائب , فهنا بدا الصراع . والان وبعدما اتضحت الامور وتم اكتشاف الثروة الهائلة التي لاتزال خام تحت اقدام البدو المغفلين الباحتين عن الحرية المفقودة , تحول الصراع الى صفقات دولية كبرى , ومصير سكان الصحراء ان تجرفهم البلدوزرات في طريقها لاستخراج الثروة المدفونة ونصيبه استنشاق رائحة النفط واليورانيوم لنيل الحرية الابدية