vendredi 29 mars 2013

الشعب الأزوادي (شمال مالي)بين واقع اليوم وطموحات المستقبل










كتب/ أ. أحمــد خميــس نــوح، كاتب صحفي نيجــــري
إن الحديث عن الوضع الراهن في إقليم "أزواد" شمال مالي، والتنبؤ لما ستؤول إليه قضيته وتقديم صورة واضحة تعكس ما تمر به المنطقة اليوم من معاناة وحالات مأساوية وتغيرات حاسمة وساخنة على المستويين الميداني والسياسي. يتطلب طرحا شاملا يتناول الأمس بويلاته وآلامه ثم يعرج على مستجدات اليوم المتسارعة لينتهي- تفاؤلا- إلى تطلعات الغد المشرق بعون الله ومشيئته بكل ما تحمله من طموحات شعب هذا الإقليم. نحو عيش كريم وجوار محترم وحرية كاملة في حدود الشريعة الإسلامية السمحة وفي ظل أمن وأمان. يسوده الاستقرار وتدعمه العلاقات الطيبة مع الجيران. ولكي أقدم هذا التقرير بشيء من التفصيل والشفافية وبأسلوب شيق وموضوعي، يجدر بنا أن نضعه في النقاط الآتية.
الموقع الجغرافي:
يقع إقليم أزواد في قلب الصحراء الكبرى شمال مالي، وهذا الإقليم عبارة عن مناطق صحراوية شاسعة مترامية الأطراف، يخترقها من الناحية الجنوبية نهر النيجر قادما من غينيا عبر مالي ومتجها إلى المحيط مرورا بالنيجر. وتمثل حافات النهر على جانبيه (الشمالي والجنوبي) أهم منطقة زراعية في الإقليم، ومع كون المورد الزراعي في أزواد منخفضا بالنسبة إلى مساحة المنطقة وسكانها لا نعنى في هذا المجال بالحديث عنه تفصيلا؛ لوجود جوانب أهم منه وأولى بالحديث في هذه المرحلة وتشكل الثروة الحيوانية أهم مورد اقتصادي في المنطقة ن كما شهدت ولا تزال نشاطا تجاريا واسعا يربطها بشكل مستمر وتاريخي بدول الجوار وما وراءها. ويقع الإقليم في الجهة الجنوبية الشرقية من بوركينا فاسو والنيجر شرقا والجزائر شمالا وموريتانيا غربا ويقطن إقليم أزواد شمال مالي، أربع مجموعات سكانية تتحدث كل منها بلغة خاصة بها وهي: الطوارق والسونغاي والعرب والفلان.ويضم أزواد ثلاث ولايات هي ( غاوا وتينبكتو وكيدال) بالإضافة إلى مدينة مينكه التي أصبحت أخيرا ولاية رابعة في الإقليم.
أسباب الانتفاضة
لم يزل الشعب الأزوادي أسوة بغيره من شعوب العالم يرفض الظلم والقهر والاستبداد ويتأذى بالحرمان والتهميش وكافة الممارسات العدوانية والعنصرية المقيتة التي تعرض لها من قبل أنظمة مالي المتعاقبة مما أفرز تخلفا واضحا خيم على المنطقة ثقافيا واقتصاديا وسياسيا.
ولا شك أن الاستعمار الفرنسي قد مهد لمثل هذه الممارسات الاستعمارية، إذ لم تعر فرنسا أي اهتمام يذكر لتنمية المنطقة الشمالية (الأزواد)، مما تأثر به سير الأحداث فيها. فمنذ 1957 إلى رحيل الاستعمار عام 1960 شكل الأزواديون على مضض مع جيرانهم الجنوبيين ما أطلق عليه آنذاك السودان الغربي، ثم تغير اسمها بدون نقاش ولا مشاورة إلى (مالي) أملا منهم في أن تكون دولة للجميع تتمتع فيها كل مكونات الشعب بنفس القدر من الاهتمام والرعاية والتنمية والتعليم ويتساوى الجميع في كافة حقوق المواطنة وفقا لمبدأ العدل والمساواة وبنفس القدر من حضور الهويات المختلفة للشعب بتباين ألوانه ولغاته بما يتناسب مع حجم كل مجموعة وثقلها الاجتماعي والجغرافي، لكن الأمور –مع الأسف- لم تسر في هذا الاتجاه. فمنذ اللحظات الأولى من مولد هذه الدولة اتضح جليا أن الحكومة المركزية ماضية في نفس السياسات السابقة لفرنسا، حيث عمدت إلى تهميش الشعب الشمالي وحرمانه من مقومات البقاء ووسائل العيش الكريم وفق مخطط متفق عليه. مما جعل المواطن الأزوادي الشمالي يحس بالغبن ويستشعر الظلم والاضطهاد. الأمر الذي حتّم على الشماليين الأزواديين النهوض لرفع الظلم الواقع عليهم ومقاومة الاضطهاد الممنهج الذي يستهدف استعمارهم في أرض أجدادهم وسلبهم حقوقهم المشروعة وطمس هويتهم.
وبدلا من إنصات حكومة بماكو لصوت المنطق والحكمة والتجاوب مع مطالب الشعب الشمالي الأزوادي في الحصول على بعض حقوقه المسلوبة، شرعت أولى حكومة عسكرية بوضع منطقة أزواد تحت قانون الطوارئ من ذلك الوقت إلى طرد آخر جندي من جنود الجيش المالي من الإقليم 6 أفريل 2012م.
   مراحل النضال الأزوادي
أسفر التهميش السابق من قبل حكومة بماكو عن ثورة أزوادية بقيادة مجموعة من شباب الطوارق اندلعت شرارتها الأولى عام 1957-1963 مطالبين باستقلال إقليم أزواد وبالرغم من كون هذا الحراك يهدأ حينا ويثور أحيانا أخرى إلى أن تم القضاء عليه تحت تأثير القمع الشديد من الرئيس المالي مادبو كيتا من جهة، وبوعود وإغراءات كاذبة بالتحضير لحكم ذاتي يضمن التمتع بكثير من حقوق الشعب من جهة أخرى.
بالرغم من عدم إنجاح هذه الثورة في الحصول على الاستقلال إلا أنها وفرت للأزواديين تجربة استفادوا منها في المراحل اللاحقة. ومن ذلك الوقت لم تزل فكرة الثورة تراود الكثير من الغيورين على الدين والوطن والأمة وتغازل شعورهم وتدب في أعماق نفوسهم إلى أن بدأت خلايا الثورة تتكون بشكل سري تدريجي حتى تبلورت الفكرة وأعلنت وانطلقت شرارتها الأولى عام 1990 وحملت اسم الحركة الشعبية لتحرير أزواد بقيادة إيـّاد أغ أغالي ثم تفرغت عن الحركة الأم ثلاث جبهات تحت الأسماء الآتية:
*- الجبهة الشعبية لتحرير أزواد بقيادة عيسى أغ سيدي محمد
*- الجيش الثوري لتحرير أزواد بقيادة عبد الرحمن قلا
*- الجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد بقيادة الذهبي ولد أميا وأحمد ولد سيدي محمد.
وقد استطاعت هذه الحركات أن تكبد القوات الحكومية المالية خسائر فادحة وفي خضم هذا الحراك الذي أربك النظام المالي وزلزله، ظهرت تحت تأثير ضغط حكومي ميليشيات محلية صنغاوية باسم (غندكوي) ومعنى الكلمة بلغة السونغاي ملاك الأرض. وأغلب هذه المجموعة من أبناء صونغاي الذين يعتبرون هذه الجماعة وسيلة للدفاع عن النفس، في الوقت الذي تتهمها الحركات الأزوادية بالقيام بتصفيات عرقية وغيرها من الجرائم ضد السكان من الطوارق والعرب كنتيجة حتمية لمحاولة الجنوبيين إفساد ذات بين الأزواديين.
ظلت مطالب حركات تحرير إقليم أزواد تدور في مجملها حول مطلب الاستقلال مع تفاوت في طرقه وفي الفترة الزمنية التي يحتاجها والأسلوب الذي يجب أن يمر من خلاله، وما إذا كان يحتاج لفترة انتقالية، أو تجربة حكم ذاتي أو اتحاد كونفدرالي أو غير ذلك من الخيارات الأخرى التي ظل رد الحكومة المركزية في باماكو، هو الرفض جملة وتفصيلا، والإصرار على إبقاء الدولة المركزية مع وعود بتوجيه مشاريع تنموية خاصة إلى الإقليم والتعهد بالسعي للحصول على تمويلات دولية تساهم في تطوير البنى التحتية وتحي آمال سكان الإقليم.
ونتج عن ثورة 1990 توقيع اتفاق بين الثوار وبين حكومة الجنوب عرفت باتفاق تمراست، وهي المدينة الجزائرية التي وقع فيها الاتفاق. وتتضمن 13 مادة نصت على منح ( وضع خاص لإقليم أزواد) ولم تلبث أطراف الاتفاق أن عادت إلى الاختلاف من جديد لتوقع لاحقا اتفاقا عرف بـ( ميثاق الوطني)1992 بعده بشهر واحد دخل الطرفان في مواجهات مسلحة استمرت حتى 1994حيث قرر الطرفان العودة إلى بنود اتفاق ( الميثاق الوطني) وبموجبه تم دمج عدد من المسلحين الأزواديين في الجيش المالي واستفاد قادة الحركات من مناصب سياسية ودبلوماسية. وهكذا تسلسلت الاتفاقيات ثم تتم محاولة لعدم تطبيقها ليثور الأزواديون من جديد 2006 إلى أن تأسست الحركة الوطنية لتحرير أزواد بتاريخ 1-11-2010 . ونص البيان الختامي لمؤتمرها التأسيسي في تينبكتو على دعوة الشعب الأزوادي للتوحد وإعلان دعمها للثورات الشعبية عبر العالم ودعت الشركات والجهات الدولية في الإقليم إلى فسخ عقودها مع حكومة مالي وهي ثلاث مجالات تعطي تصويرا عن حجم ومجال اهتمامات الحركة الجديدة.
وأرسلت الحركة رسائل حوارية إلى حكومة مالي ولكنها لم تلق الصدى المطلوب والمأمول، لتعلن فعليا العودة إلى السلاح لتحرير أزواد بعد ما كان نشاطها يرتكز على الإعلام والتوعية والاعتماد على الحوار كحل سلمي ينبغي الاتفاق عليه، فنفذت هجوما سريعا على المدينة التاريخية (مينكّه)، فنجحوا في السيطرة عليها، في ظرف وجيز، ثم واصلوا الزحف لتسقط تيسليت وتيسي وليرة وتم حصار أكبر قاعدة عسكرية في الشمال (أزواد)، وهي قاعدة أمشاش، وتوالت إمدادات الجيش المالي لفك الحصار على القاعدة بقيادة نخبة من الضباط، بعضهم برتب العقيد، وفشلت كل محاولاتهم للوصول إلى أمشاش، حيث يتم دحرهم من قبل الحركة والوطنية لتحرير أزواد، وجماعة أنصار الدين المدعومة من تنظيم القاعدة، إلى أن أرسل الرئيس المالي توماني توري للمرة الرابعة فوجا كبيرا يقوده جنرال جنوبي يدعى ( جيجي) وعقيدان أزواديان هما الهجي قمّو وولد ميدو، وصرح الرئيس أمام العالم بأن هذا الهجوم هو الأخير، فبعد هذه المجموعة التي يقودها ضباط بهذه المستويات وبعضهم شماليون، إما الشماليون ( الأزواديون)، وإما الحكومة المالية. ولقد تم انهزام الجيش المالي، وسقطت قاعدة أمشاش وبعدها بثلاثة أيّام سقطت ولاية كيدال ثم ولاية غاوة في اليوم الثاني ثم ولاية تينبكتو العلمية الثقافية في اليوم الثالث، وتمت السيطرة على أراضي أزواد بكاملها.
ومن الأسباب التي ساعدت الحركة الوطنية الأزوادية على الاستيلاء على كافة مناطق إقليم أزواد، مساندة حركة أنصار الدين لهـا، ومن أسباب تسارع هذا النصر أيضا الانقلاب الذي وقع ضد الرئيس تومان توري بتاريخ 22 مارس 2012. حيث انقطعت الإمدادات عن الجيش المالي ونزلت معنوياته، وملأه رعب شديد.
لقد أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد الاستقلال 6 أفريل 2012، وأعلنت عن المجلس الانتقالي لدولة أزواد 9 يونيو 2012م.
بعد إعلان الدولة والحكومة المؤقت لها، طلب المجلس الانتقالي لدولة أزواد المعلن عنها من طرف واحد، طلب من عناصر القاعدة وحركة التوحيد والجهاد مغادرة أزواد، وبالأخص العناصر الأجنبية منها، فامتنعت عن الخروج من الأرض ماجعل تلك الجماعات والحركات الأجنبية تتحد وتتحالف ضد الحركة الوطنية لتحرير أزواد، فكونوا مثلثاً يتكون من:(أنصار الدين "مواطنون"، وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد). فاتحدت المجموعات الثلاث وأعلنت الحرب ضد الحركة الوطنية لتحرير أزواد طردتها من غاوا عاصمة أزواد (شمال مالي)، وانسحبت من تينبكتو ثم من مينكة التاريخية، فتسبب ذلك الحرب هجرة ما تبقى من الشعب الذي تمثله حركة الأزواد، والسبب في نزوح الشعب بعد انسحاب حركة الأزواد يرجع إلى ضغط الجماعات الإرهابية الإسلامية على الشعب، حيث إن الجماعات الإسلامية بدأت في زرع الخوف في أوساط الشعب بالتطبيق الصارم للشريعة المزعومة من الحركات المتشددة. وإليكم هذه الصورة وما خفي أعظم.
هذا، ففي الوقت الذي تنظم فيه الحركة الوطنية الأزوادية مؤتمرها، الذي احتضنته مدينة تين زواتين في يوم 7-8-9/2013، والذي حضره أزيد من عشرة آلاف شخص من الشعب الأزوادي، حيث تم إعـادة تنظيم هيكلية الحركة وتنظيم جيشها ولجانها السياسية والاجتماعية وغيؤها.
الجانب النسوي في المؤتمر تقدم بنداء هام وعاجل إلى العالم بأسره ليعترف بمعاناة الشعب الأزوادي بمختلف مكوناته الأربعة ( الطوارق، والصونغاي، والعرب، والفلان) من قبل الحكومات المالية المتعاقبة من ذهاب الاستعمار الفرنسي إلى الآن، وليعترف ثانيا بحق هذا الشعب في تقرير مصيره، وليعترف ثالثا بحق هذا الشعب في حياة كريمة وحرية كاملة بما يتماشى مع المبادئ الإسلامية السمحة وفي حقه في ممارسة حقوقه.
قبل انتهاء المؤتمر تفاجأ العالم بتدخل فرنسي عسكري في الشمال المالي سابق لأوانه، تفاجأ به الكل، بدء التدخل بالغارات الجوية، التي أربكت الجماعات الإسلامية الإرهابية في منطقة إقليم أزواد، ولا ريب في أن الغارات أجبرت الحركات الإسلامية المتشددة في الخروج من المناطق وخلو مواقعها، فلقد انسحبت من منطقة كيدال ومينكه وتينبكتو، وغاوا عاصمة الإقليم أوضاعها متدهورة جداً، حيث تم قطع الاتصالات السلكية واللاسلكية فيها. فهي شبه خالية هي الأخرى.
في ظلّ التدخل العسكري وما يترتب عنـه تجــولنا مستطلعين بعض الشيء من آراء الشارع النيجري والنازحين من الحرب في الشمال المالي (أزواد). فاستوقفنا بعضاً ممن رأينا أنهم يمكن أن يدلو بشيء يمكن أن يكون رأياً شبه شامل، وإليكم بعض تلك الآراء:-
استطلاعات بعض آراء الشارع:-
*- محمد طوري: طالب جامعي/ لا أريد التدخل العسكري الفرنسي، لأنه يأتي بالمعاناة أكثر فأكثر، والشعوب في غنى عنه. ولأن مآل الحرب دائما طويلة وعسيرة، لأننا أخذنا العبرة من الأراضي والشعوب التي تمت محاربتها، وما نتج عنها.
-* يقول عبد الله سنغو: لا جئ وأستاذ إداري/ لا أرضى بالتدخل العسكري في البلاد لأن القوات الفرنسية هي في الوقت الحالي تريد أن تعيد استعمارها على البلاد وتريد أن تكون مساعدة لمالي على الشعب الأزوادي، وتدخلها سوف يؤدى إلى تزعزع البلاد والفوضى، وفرنسا هي لا تريد للشعب الشمالي الأزوادي أن يجد حقوقه ومن وجهة نظري فرنسا هي متعاونة مع الإرهاب أصلاً وهي من أوجد الإرهاب في المنطقة ومن خلال الارهاب تريد أن ترجع لتستعمر المنطقة مرة ثانية.
*- أحمد الحسين:ناشط اجتماعي نيجري/ لا رأى مشكلة في التدخل العسكري ضد الارهابيين الإسلاميين لكن المشكلة تكمن في معاناة الشعب الذي يسكن بين الناريين، ولأن هؤلائي الإرهابيين الذين يدعون أنهم مجاهدين كانوا يلعبون بالبلد وخاصة في أزواد شمال مالي، ويتعاملون مع الشعب باستخفاف، ويفرقون بين أبنائه؛ لذلك لا مشكلة من قوة تقضي عليهم، وتشتت أمنهم، وتبعثرقواهم.
*- عبد الله جلو: فقيه وراعي صحراوي/ على المستوى العام أرى أن التدخل العسكري وحتى الجماعات الإسلامية المتشددة التي مكثت فترة من الزمن تهيمن على الإقليم الأزوادي هي محاض عسير غالبا ما يسبق ولادة دولة جديدة كحالة دولة الأزواد، على الأقل الآن أصبح العالم يعرف أن هنالك شعب مهضوم الحقوق، ومعرفة هذا لا يتأتى إلا بالثمن، وهو ما يدفعه الشعب الأزوادي الآن. فإذا التدخل باب واسع ينفتح على العالم. أما على المستوى الخاص بالشعب والاستعداد للحرب يمكن أن يرى المتابع أن الإقليم الأزوادي عانى بما فيه الكفاية، لكن لا بأس من فاتورة يدفعها الآباء لأجل الأبناء.  
*- خـامـا تكـري: لاجئ وكان تـاجــراً، التدخل العسكر أمــر لابــد منـه، لأجـل دحـر المجموعات الإرهابية التي توغلت كثيراً في مالي، لأن إذا لم توقفت تلك المجموعات الإرهابية فستنشر الفساد في الأرض كما نشرته في شمال مالي. تلك المجموعات تتاجر باسم الدين الإسلامي والإسـلام بريء منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، هي عبارة عن مجموعات إرهابية والعمل الأساسي لها تجارة المخدرات نحن رأيناها وعشنا معها خلال شهور، تُوهم المواطنين بأنها تطبق الشريعة بممارستها قطع أيدي الناس المساكين وأرجلهم، وإجبارهم للشعب دفع الزكاة والضرائب. تقتل وتبيد من لم يكن في صفها من شباب البلد. يتزوجون النساء بالقهر والقوة، ويطلقون بين عشية وضحاها. رأيت بأم عني من تزوج منهم أكثر من عشر نساء خلال شهر واحد في مدينة غاوا. هذا فوضى عارمة وليس إسلام، يقتلون المسلمين ويشردوهم ... الله المستعان.
*- السيدة عيشة عبدو: تاجرة ملابس في السوق الكبير/ إنني أتوجه بنداء عاجل إلى كافة الشعوب الإسلامية وخاصة شريحة الوجهاء من المثقفين وسادات المجتمعات نداء بضرورة توفر مبادئ المودة والاحترام والجوار المحترم والتعايش السلمي وتبادل الأخوة في ضوء التعاليم الإسلامية المضيئة وفق معطيات الفكر السليم والعقل الصحيح، فالشعوب الإسلامية بحمد الله توفرت لها دواعي التوحد والتكامل والانسجام والتعاون على البر والتقوى وعلى بناء أوطانها لتكون مزدهرة يتبادل فيها الجميع التكاتف والتراحم، فما المانع من ذلك! الحمد لله نحن ديننا واحد وهو الإسلام وأوطاننا شبه واحدة والمصالح واحدة ومتشابكة ومرتبطة ومتداخلة بشكل لا يمكن معه حياة أي شعب بدون معايشة الآخر.
هذا، وإذ نحن نستطلع بعضاً من آراء الشارع النيجري وآراء بعض اللاجئين المتواجدين في نيامي، وجدنا أنّ معظم من استوقفناهم يطلبون بإلحاح من كافة الجهات الحقوقية والإعلامية والثقافية والمؤثرين بشكل أو بآخر على كافة الشعوب الإسلامية في الداخل والخارج الحرص على أسباب الألفة والوحدة والتعاون والابتعاد عن مثيرات الفرقة والتشرذم والتشرد والمواجهة والدخول في مشاحنات وصراعات قبلية لا احد يضمن نجاحها، وربما سيظهر ضرها أكبر من نفعها، والأمل متواصل في أن يحقق الله تعالى بعونه وفضله طموحات الشعوب الإسلامية والمجتمعات الإثنية في أن تعيش حياة طيبة كريمة على أراضها وفي ظل أمن وأمان.

 

blogger templates | Make Money Online