عرف الطوارق عبر تاريخهم، بعادات وتقاليد ميزتهم عن غيرهم من شعوب المنطقة، ويرجع الباحثون أغلب هذه العادات إلى طبيعة الحياة القاسية التي يعيشها الطوارق في مناطق وجودهم، والتي تمتد من غدامس في ليبيا مرورا بجنوب الجزائر والنيجر وانتهاء بشمال مالي وشرق موريتانيا، ويتوزع الطوارق إلى عدة قبائل من أشهرها كل "الأنصار"، و"كل آجر"، و"كل إيترام"، و"كل غزاف"، و"كل نغار"، و"كل آدرار"، وتعني كلمة "كل" في اللهجة الطوارقية "آل فلان"، أو "بنو فلان".
ومن أشهر ما يتميز به الطوارق عن غيرهم، "اللثام" الذي يتقنع به رجالهم، وهو واجب في العرف والعادات عندهم، والتخلي عنه مسبة وعار، والرجل الذي لا يغطي وجهه باللثام، مثله كمثل الرجل الذي لا يستر عورته، ورجال الطوارق لا يستطيعون أن يرفعوا اللثام عن وجوههم حتى أثناء الأكل، إذ على الرجل أن يوصل الأكل إلى فمه من تحت اللثام، هذا إذا لم يبتعد عن الناس ويتوارى عن الأنظار، ونفس الشيء يحصل له مع الوضوء والتيمم، وحتى عند النوم لا ينبغي للرجل أن ينزع لثامه، هذا مقابل سفور النساء اللواتي يتمتعن بوضعية خاصة في مجتمع الطوارق.
ويعيد الطوارق جذور ظاهرة اللثام بين رجالهم إلى أسطورة متداولة بينهم، تقول إن رجال إحدى قبائل الطوارق خرجوا مرة في مهمة، وخالفهم العدو إلى مضاربهم التي لم يكن بها إلا النساء والأطفال، وكان في الحي عجوز حكيم، فزعت إليه النساء، فنصحهن بأن يرتدين ملابس الرجال ويتعممن ويحملن السلاح ففعلن، وفجأة عاد رجال الحي، فظن العدو أنه وقع بين جيشين، وانهزم وفر، ومنذ تلك الواقعة أصبح الرجال يرتدون اللثام بشكل دائم.
ويقول آخرون ان اللثام كان سائدا بين جميع القبائل التي تسكن تلك الصحراء، وأن معظمها تخلت عنه قبل فترات من الزمن، ما عدا الطوارق، ومما يستدل به أصحاب هذا الطرح، أبيات يفتخر بها شاعر من قبيلة "لمتونة" في موريتانيا يقول فيها:
قوم لهم شرف العلى من حمير
وإذا دعوا لمتونة فهم هموا
لما حووا من العلياء كل فضيلة
غلب الحياء عليهم فتلثموا
ويمتاز رجال الطوارق بخبرتهم الفائقة في الصحراء، وقدرتهم على الاهتداء فيها ليلا بواسطة النجوم.
أما النساء في مجتمع الطوارق فيتمتعن بقدر كبير من الحرية، فهن غالبا سافرات لا يسترن زينتهن ولا يغطين رؤوسهن، وللمرأة فيهم الحق في اختيار زوجها، وهي المسئولة عن كل تفاصيل المنزل وتدبيره، وتتفاخر نساء الطوارق بالطلاق ويعتبرنه تحررا للمرأة، ومن هنا جاء اسم المطلقة في اللهجة الطوارقية "آحسيس"، وتعني المتحررة، ويفضل نساء الطوارق كثر الزواج والإنجاب، وذلك لتصورهن بأنهن يساهمن في زيادة عدد الرجال المحاربين في القبيلة، وتتزين نساء الطوارق بالخلاخل التي يتم وضعها في الرجلين، وتتعمد المتبرجات من غير المتزوجات إسماع الرجال صوت طقطقة الخلاخل في أرجلهن، باعتبار ذلك تنبيها للرجل على أن المرأة متزينة وغير متزوجة، هذا فضلا عن الخواتم والعقيق والخرز الذي يتم وضعه في شعر الرأس.
dimanche 28 septembre 2008
المرأة الطوارقية تختار بنفسها شريك حياتها
Publié par منظمة شباب الطوارق من اجل العدالة والتنمية
Libellés : ازواد الحر