mercredi 1 octobre 2008

قضية الطوارق.... على المغرب الالتفات الى قضية الازواديين بحكم الروابط التاريخية بين الملوك المغاربة وسكان تمبوكتو

تاهت قضية الطوارق بين دهاليز وأروقة الدول المغاربية التي لم تستطع حتى الآن فهم هذه القضية..! لأسباب متعددة ترجع في حقيقتها إلى عدم الرغبة في فهم ما يجري في الصحراء من جهة، وبين الفهم السيئ للقضية برمتها. ذلك، أن ما عرف بقضية "العرب ( و ) الطوارق، او العرب الطوارق، أو الطوارق" مفردة، هي بالدرجة الأولى قضية مغاربية صرفة، شاء من شاء وأبى من أبى، لعدة أسباب، أهمها على الإطلاق أن شعب الصحراء بشتى مشاربه هو امتداد لتاريخ المغرب الكبير منذ قرون خلت. كما أن مكوناته التاريخية والمعرفية كلها امتداد لما هو قائم اليوم في المنطقة المغاربية الكبرى. كما أن الشعب الطارقي بعربه وأمازيغه لم يعترفوا يوما بتبعية في التاريخ إلا تلك التي كانت لدول المغرب الكبير جميعها، بدءا بدولة لبييا القديمة قبل الميلاد، وانتهاء بدولة المرابطين وما تبعها من أنواع التواجد التاريخي لتلك الدول والسلطنات، هذا لمن يقرأ التاريخ. أما اليوم، ومنذ رحيل الاستعمار الفرنسي الذي تبرع بتقسيم الصحراء الكبرى على الدول المطلة على الصحراء فإننا نعجب ان تتحول تلك الدول التي انتمى إليها الطوارق ولا زالوا إلى سكين في خاصرة هذا الشعب الذي لم يخذلها يوما في تاريخها الجهادي ..! يتمثل ذلك في النكران الكامل لتاريخ هذا الشعب وقيمته، التي جعلته من أعرق شعوب العالم كما شهد الأعداء. إذ أن شعب الطوارق العربي لمن يريدهم عربا، أو الأمازيغي لمن يريدهم كذالك، لم يعد يهتم اليوم بانتمائه العرقي أو الإثني بسبب المحنة المطلة عليه التي جعلت أزمة الهوية أو البحث عنها في ذيل اهتماماته.. بعد أن أشغل بلقمة العيش وبفقدان الأمن والسلام بين أشقائه المغاربة. محنة اليوم التي نحن بصددها، جاءت نتيجة مسلسل من العذاب الطويل لهذا الشعب، الذي اشغل وشتت ودمر ككيان وحضارة وتاريخ، إذ لم يبق منه اليوم إلا ظلال أشباح تهيم في صحراء الضياع ودهاليز التاريخ المنسية. هل هذا ما يراد لهذا الشعب..؟ أجزم أن من حق الدول المغاربية الإجابة عن هذا السؤال.. ويمكنها في هذا الصدد أن تقدم لنا بالبراهين والأدلة ما قدمته لهذه الأمة التي هي جزء منها.. عبر تاريخها . إلحاق المستعمر للطوارق بجزء غريب (مالي، والنيجر) مسألة اتبعها الاستعمار مع شتى الشعوب الأصلية التي أراد القضاء عليها.. لكن هل توقف الأمر عند ذلك، هذا هو جوهر السؤال الذي نطرحه اليوم.. بمناسبة تكريس الإعلام المغاربي (العربي) للطوارق كمتمردين وقطاع طرق وإرهابيين.. إلى آخر القائمة. حيث تعقد اليوم في عواصم المنطقة اجتماعات تلو الأخرى مهمتها تأكيد وتكريس أن هذا الشعب مجموعة من الإرهابيين والمهربين واللصوص الذين يهددون استقرار تلك الواحات الآمنة في غرب وشمال افريقيا. وحتى لا يتحول الأمر إلى طرح لغير موضوع، أردت ان اتوجه بهذه الكلمة إلى كل من الاتحاد المغاربي إن كان موجودا، وإلى "تجمع دول الساحل والصحراء" الذي ترأسه ليبيا. وأقول: آن لهذا الليل أن ينجلي، آن لكم إعادة قراءة قضية الطوارق، آن لكم أن تعوا أنها مسألة إنسانية بالدرجة الأولى، وأن حلها لا يتمثل في اجتماعات وقرارات، بقدر ما يحتاج إلى عمل حقيقي ومباشر. إننا نشجع تدخل الجزائر كوسيط سلام بين الطوارق ودولهم إذا أرادوا ذلك، ولكن عليها أن تقوم بدورها بشكل حقيقي، وان لا تكتفي بدور المتفرج دوما ، وبمحاباة مالي والنيجر على حساب الطوارق. ونقول لليبيا أن عليها الاستمرار في قيادة جهودها وأن لا يجعلها أحد تتوانى عن دورها في تنمية المنطقة وسكانها، فلا يمكن لظرف (..) أن يجعلها تتأخر في القيام بدورها، فهي التي فتحت حدودها للطوارق الفارين من الجفاف والقتل منذ 30 عاما وحتى اليوم، فعليها الاستمرار في إنقاذ تلك الأرواح عبر شتى الوسائل المتاحة لها دون كلل. ونقول للمملكة المغربية ذات التبعية الروحية في المنطقة أن عليها الالتفات لهذه الأمة التي كانت في يوم من الأيام تابعة لحكمها ومذهبها وأن تقوم بدورها في التنمية المنشودة. ونقول لشعب الطوارق وسكان الصحراء أن عليهم معرفة أصدقائهم وحلفائهم، وأن يساعدوا من يريد مساعدتهم، وأن لا يتحولوا إلى دمية ولعبة بين أيدي أعدائهم

 

blogger templates | Make Money Online