وجود النفط فى ازواد هل هو المشكلة الاساسى فى النزاع بين الطوارق والحكومة المالية بعد الراسات التى اكدت وجود هده المادة فى المناطق التى يسكنها الطوارق والعرب فى مالى و النيجر
ما هو النفط ,و ما هي الأهمية التي يشكلها في معادلات السياسة و الاقتصاد العالمي؟؟؟.من الناحية العلمية النفط عبارة عن مادة سوداء
قطرانية لزجة مختلطة بعدة مواد أخرى في باطن الأرض ,و ربما حين يراها مواطن عادي لم يسمع إلا بأسهما لن تعنى له شئ ,ولكن الساسة الكبار و رجال الاقتصاد يدركون ماهية مادة النفط وما تشكله من إستراتيجية كبيرة و محورية في العالم في العالم الثالث أو هكذا أوهمونا (انتم عالم ثالث و لا يحق لكم امتلاك ما للعالم الاول .) في هذا العالم الذي لا يعي الكثير مما يحاك حوله ,تجري أمور عديدة لا يفهم الكثيرون ما هي ..من ضمنها نهب الثروات و تصديرها إلى العالم الذي يملك المصانع و وسائل التصنيع.. ولكن فلتذهب المواد الخام و تعود سلع و آلات حديثة يستفيد منها الشعب الذي استوردت من تحت أقدامه.قد يحدث هذا عند الشعوب المتقدمة الى حد ما , والتى تدرك اهمية المواد التى توجد تحت الارض و انه من حقه الاستفادة منها فيما يعود عليه بالفائدة المباشرة , ولكن في الصحراء الكبرى لا احد من السكان القاطنين في تلك الأوطان يدرك ..( وإن أدرك ليس في وسعه عمل شئ) .! أهمية تلك الثروات التي تنفجر من تحت أقدامه و تسيل في أنابيب ضخمة إلى الشمال ,و لما لا فهناك في الشمال شعوب متقدمة تلبس الجينز و تشرب الخمر..! فالبدو الذين يوجد النفط في صحرائهم لا يعرفون ما يفعلونه بالنفط و الذهب و غيرها من المعادن الثمينة.كلام قد يستغله البعض لفائدته و يظن أن قائله يؤيد الفكرة و يصفق لها.لا.. و ألف لا...فدوام الحال من المحال , الفكرة من الأساس ,أي فكرة الاستفادة من ثروات الشعوب و هي لا تستفيد منها شئ ,جاءت مع الاستعمار الذي يأخذ كل شئ دون أن يرى مالك الشئ ..شئ منه.ولكن أهل الصحراء لا يختلف الاستعمار القديم عن الجديد بالنسبة إليهم كثيرا.ففي بلدانهم في الجنوب رحل الاستعمار الأبيض ( الرجل الأبيض) ليحل محله الرجل( البامباري)الذي لم يحاول بأي طريقة كانت أن يفيد السكان هناك بطريقة أو بأخرى .. فعندما ترى قرية أو مدينة من قراهم لن يتبادر إلى ذهنك أن هذه المدن تشرف عليها دولة ذات سيادة .فليس هناك معلم يدل على وجود يد دولة هناك,اللهم إلا مبنى السجن الذي أنفقت عليه الأموال و الحجارة الطائلة. و فى بلدان الشمال ليس الحظ بأحسن من غيره ,فالنفط يعتبر من الموارد الأساسية في تلك الدول ,مما جعلها ضمن دول الاوبيك المصدرة للبترول.. و لكن هل سئل أحدهم نفسه يوما .. من أين ينبع ذلك النفط و ذلك الغاز؟؟؟ معظمه من الجنوب ,ناهيك عن المكتشف فى البحار ( البحر الأبيض المتوسط) انه يحفر و ينقل من مصدره في صحراء البدو في الجنوب إلى الشمال ,لا مشكلة في ذلك إلى حد الأن..و لكن المعظلة و الطامة الكبرى أين تكمن ؟؟ تتمثل جملتا و تفصيلا في عدم رجوع عائدات النفط و الغاز إلى المناطق التي غادرها,فلن ترى حين تزور تلك المناطق ما يدل على أنها تنتمي إلى دولة نفطية .. فلن تصدق أيضا أن إحدى مناطق الجنوب لم يدخلها خط التلفون المحمول إلا قبل بداية 2007,أي منذ شهرين فقط . ناهيك عن المرافق الأخرى , فالبؤس في كل مكان .. لا طرق معبدة ..لا مستشفيات جاهزة ذات مرافق متطورة ..لا نصيب مما تمنحه الدولة للمواطنين في الشمال ..مثل التخفيضات في بعض السلع والسيارات . و هناك الكثير ..فحتى الان المواطن العادي من الجنوب رغم امتلاكه لكل الأوراق الثبوتية , يعتبر نفسه من الدرجة الثانية و تمارس عليه عمليات التهميش و التحقير في الشمال ,وكأنه لا يمت للدولة بصلة. فعندما لا توجد وظائف شاغرة لن يكون له نصيب في فرص التوظيف و العمل , وحتى في قريته لن يجد العمل إلا بعد أن يتحصل عليها ابن الشمال الذي كما يقولون ( أحسن خبرة و إخلاصا ) فالحجج عديدة و الشعور بالظلم و الإحساس به بدأ ينموا بين الشباب في حيث مُورس ضد أجدادهم لسنوات طويلة ,و لا سبيل أمامهم الان إلا التعلم و الهجوم على المدارس و الجامعات لنيل النصيب الأكبر من حصص التعليم الذي هو كل شئ في هذا العصر , و لكن العلم بدون وعي يظل دائما ناقصا ,لأنه إذا لم يكن هناك وعي بشئ ما ,و بقضية معينة فلن يفيد التعلم إلا في حدود ضيقة جدا ..و الوعي هو كل شئ بعد نيل النصيب الأكبر من التعليم..و كما قال .. هتلير ..(الحرية دون العلم فوضى ,و العلم دون حرية كيان أعرج). إلى متى .. يأتي فصل الخريف على تلك الناقة الحلوب التي ظل حليبها يحلب و يشرب منذ اكتشافه دون ان يذوقه من هم يجري تحت اقدامهم ام ان سنة الامم الدول الحديثة هي كذالك الأيام آتية و الاتى أمر و أدهى من الفائت ...هل يذكر أحدكم أنه لعب مع القط مرة في حياته.. مهما كان أليفا لا تستطيع أن تغطيه بشئ ..أو ترقده على ظهره..! تلك كلمات قلناها و قالها آخرون قبلنا .. فلماذا التكرار إذا؟؟ المهم دائما يتم ذكره بين الحين و الآخر , حتى لو ظل كامنا لم يذكر لسنوات , فمصيره النبش يوما ما.. و الثورة تشبه الرماد الكامن ,لابد من وجود جمرة متقدة من تحته ,و كالتبن المخزن , لابد من وجود حية أو عقرب تحته.. في النهاية هذا ليس نداء ضد أحد أو تحريض ضد فئة أو أخرى .. انه إشعار و إنذار ليعلم هؤلاء أنه من الأن فصاعدا لا مجال لنسيان المنسي ,و أن العملية الممارسة ضد هؤلاء قد تم تداركها و إن لم يأتي الحل اليوم
فالغد القريب سيبدي لنا ما يخفيه.... انتهى,
فالغد القريب سيبدي لنا ما يخفيه.... انتهى,