فتوى تزويج القاصرات تتسبب في تحقيق رسمي في المغرب

أدى الجدل الساخن ومشاعر السخط العام في المغرب إزاء فتوى جدلية تُجيز زواج قاصرات السن إلى إطلاق تحقيق رسمي في المسألة. ذلك أن الفتوى التي أصدرها الشيخ محمد بن عبد الرحمان المغراوي تُجيز تزويج بنات التسع سنوات.
ورد المجلس الأعلى للإفتاء المغربي على الفتوى يوم الأحد 21 سبتمبر بإصدار بيان يدين زواج قاصرات السن. وفي أواخر ذلك اليوم أمر وكيل الملك بمحكمة الرباط الابتدائية بإطلاق تحقيق دقيق في ملابسات الفتوى ومدى توفر المغراوي على سلطة الإفتاء.
وأوضحت المحامية والنائبة البرلمانية فاطمة مستغفر أن هذه سابقة في تاريخ المغرب. فإلى اليوم لم تُعرض أي قضية كهذه على القضاء المغربي.
وأضافت "يجب أن تتدخل المحاكم ضد فتاوى كهذه، لكن هذا حقا دور العلماء والأئمة في المغرب".
وختمت بالقول "يجوز أن يسمح القاضي في بعض الأحيان بتزويج بنات في سن 15 و16 و17 في حالات استثنائية بعد طلب المشورة الطبية. ولكن لا يُعقل الحديث عن زواج البنات في سن التاسعة".
وانتشرت ردود الفعل إزاء الفتوى في مختلف قطاعات المجتمع. وحتى قبل أن يتوصل مكتب الوكيل العام للملك بقرار في هذا الشأن قام محام بالرباط وهو مراد بكوري برفع دعوى قضائية ضد الشيخ. البعض وصفها بأنها انتهاك لمدونة الأسرة ولحقوق الطفل وقال إنها تزيد من مخاطر الاغتصاب.
هناك العديد من الذين أشادوا بقرار وكيل النيابة العامة لوضع حد لهذا الجدل.
حسن بوكورة أستاذ للتربية الإسلامية قال إنه لمن الأهمية بمكان حظر الاستثناءات التي قد تتحول إلى قاعدة.
وأوضح بوكورة "الزواج في المغرب محكوم بالقانون ونحن نرحب بقرار وكيل الملك في إطلاق ملاحقة قضائية في حق هذا الرجل لمحاولته العبث بالقانون".
وقالت الممرضة مليكة صبري إن فتاوى كهذه تضر بسمعة المغرب.
وتابعت تقول "لقد اكتسبنا أصلا صورة سيئة بسبب الإرهاب فنحن لسنا بحاجة لهذه الآراء التي يعبر عنها المجانين. أتمنى أن تفعل المحكمة المطلوب في هذه القضية. هذه الفتوى الفاضحة قد تُشجع الزواج المبكر للبنات خاصة في المناطقة القروية".

وقال الحسن الداودي عن حزب العدالة والتنمية إنه ينبغي فقط الاستغناء عن هذه الفتوى وتجاهلها.
وقال "إنه جنون. إننا ندخل جدلا عقيما حول فتوى عبثية لن يكون لها أثر على الشعب المغربي. لا أعتقد أن الناس سيسمعون لهذا الرأي ويزوُجون بناتهم في التاسعة. لن يأخذ أحد هذا الرجل مأخذ الجد".
ودفاعا عن نفسه، تحدث الشيخ المغراوي عبر قناة دوزيم المغربية الثانية فقال إنه حدث إساءة في تفسير فتواه . وأكد أنه لم يتحدث سوى عن حالات نادرة قليلة يجوز فيها تزويج بنات التاسعة أسوة بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام".
وجاء في بيان المجلس الأعلى لعلماء المغرب أن المغراوي معروف بتوجهاته الضالة وقال إن آراءه الملهبة للمشاعر لن يتم الإذعان لها أبدا. وأشار المجلس إلى أن السن القانوني للزواج هو 18 مثلما نصت عليه مدونة الأسرة المغربية.